الحدث
عقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، لقاءً مع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، تشن وين تشينغ، على هامش قمة موسكو للأمن الدولي في نهاية شهر مايو/ أيار المنصرم. وتناولت المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، وملف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
الرأي
يعكس لقاء أحمديان وتشينغ حرص طهران على علاقتها مع الصين كرافعة استراتيجية في مواجهة الضغوط الأمريكية، سواء في الجانب الاقتصادي أو في الملفات الأمنية الأوسع، مع مراعاة أن العلاقات بين البلدين تقوم على تبادل المنفعة دون التزامات صلبة. فمن ناحية، تستفيد إيران من انفتاح الصين على شراء النفط بأسعار تفضيلية خارج القنوات الرسمية، وهو ما يوفّر لطهران موردًا ماليًا حيويًا في ظل العقوبات المشددة التي تتعرض لها. ومن ناحية أخرى، ترى الصين في هذا الترتيب فرصة لتعزيز أمنها للطاقة وتوسيع هامش استقلالها الاقتصادي عن الغرب.
من ناحية أخرى، يشير مكان انعقاد اللقاء إلى دور موسكو كمنصة جامعة للقوى المناهضة للهيمنة الغربية، كما يندرج ضمن نمط أوسع من التنسيق الثلاثي بين موسكو وبكين وطهران، يتجسد في تقارب أمني، وتعاون في مجالات الطاقة، فضلا عن المضي في تحرك ثلاثي منسق لتعطيل مسار الضغط الأمريكي بشأن برنامج إيران النووي وملف العقوبات، وكذلك لإعادة تشكيل التوازنات الدولية بعيدًا عن أطر الهيمنة الغربية التقليدية.
بموازاة ذلك، تتفاعل بكين مع الملف النووي الإيراني إيجاباً حيث تؤكد على حق إيران في امتلاك طاقة نووية سلمية، وتشارك في لقاءات ثلاثية مع إيران وروسيا لمتابعة تطوراته وللتنسيق بخصوص المفاوضات الجارية بشأنه بين طهران وواشنطن، إضافة إلى أن الصين مهتمة بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي الذي يضمن لها مصالح اقتصادية واسعة في الشرق الأوسط. وفي مواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة مؤخرا على منصات تكرير النفط الصينية التي تستقبل النفط الإيراني، يُتوقع أن يشهد التعاون الصيني الإيراني مزيدًا من التوسع في مجالات الاقتصاد غير الرسمي، مع تطوير آليات إضافية لتسوية المدفوعات بعيدًا عن الدولار بما يضع مزيدًا من التحديات أمام فاعلية العقوبات الأمريكية.