الحدث
أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استخدم صواريخ سجيل الثقيلة وبعيدة المدى لأول مرة في الموجة 12 من هجماته الصاروخية "الوعد الصادق 3" على "إسرائيل"، مؤكدًا أن "أجواء الأراضي المحتلة مفتوحة لصواريخنا ومسيراتنا" وفقًا لبيان نشرته وكالة تسنيم الإيرانية. في مقابل ذلك، قال جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أنه اعترض دفعة جديدة من الصواريخ القادمة من إيران، فيما نقلت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" عن مسؤول أمني أن الصاروخ الإيراني الأخير كان استثنائيًا من حيث النوع والوزن وكمية متفجراته.
الرأي
يأتي إعلان الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صاروخ سجيل لأول مرة في ظل تصاعد الضربات والهجمات الصاروخية بين الجانبين، كما أنه جاء بعد ادعاء جيش الاحتلال بأنه تمكن من تحييد وضرب أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية التي يتم استخدامها، وكذلك، بعد مصادقة وزير الأمن، يسرائيل كاتس، على توصية جيش الاحتلال وقيادة الجبهة الداخلية بتسهيل فتح المرافق الاقتصادية وإعادة النشاط والتحرر من القيود تدريجيًا.
وأظهرت الصور والفيديوهات الأخيرة لبعض الأماكن التي تم استهدافها دمارًا كبيرًا في "تل أبيب" الكبرى، كما أن الرشقات الصاروخية تنوعت جغرافيًا ما بين "تل أبيب" وبئر السبع والقدس. وتفيد المعلومات بأن العديد من المنشآت "الإسرائيلية" الهامة، مثل مقر قيادة واستخبارات جيش الاحتلال بجوار مستشفى سوروكا، والذي يضم أنظمة القيادة والسيطرة والمراقبة وغير ذلك، بينما سقط صاروخ آخر في محيط البورصة "الإسرائيلية" ما أدى لإصابتها بأضرار كبيرة، إلى جانب استهداف منزل، داني نافيه، عضو الليكود ووزير البيئة السابق.
وبالتالي، يرسل الحرس الثوري عبر الهجمات الأخيرة رسالة مفادها أن لديه معرفة وقدرة على الوصول لكافة الأهداف الإستراتيجية وإصابتها بشكل أكثر دقة مقارنة بالهجمات السابقة رغم الانتشار الكبير لمنظومات الدفاع الجوي "الإسرائيلي" حول تلك الأهداف. ويبدو أن إيران بدأت بالتنويع في هجماتها الصاروخية واستخدام صواريخ وتقنيات جديدة تمكنها من تخطي منظومات الرادار والرصد، لتؤكد بأنها لا تزال قادرة على مهاجمة كافة الأهداف الأمنية والاقتصادية والإستراتيجة ونفي مزاعم الاحتلال بتقويض قدراتها الصاروخية.
وبالتزامن مع ذلك، بدأت سلطات الاحتلال فرض قيود شديدة وصارمة لمنع نشر أي صور أو فيديوهات حول طبيعة الأهداف المستهدفة، وذلك في أعقاب تحريض وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ضد الصحافيين العرب الذين يعملون مع وسائل إعلام أجنبية، ما يشير إلى تأثير ذلك على معنويات الجبهة الداخلية.