مظاهرات الساحل السوري والسويداء ضغط على الحكومة لتحقيق مكاسب سياسيّة من بوابة تأجيج الصراع الطائفي

الساعة : 14:32
28 نوفمبر 2025
مظاهرات الساحل السوري والسويداء ضغط على الحكومة لتحقيق مكاسب سياسيّة من بوابة تأجيج الصراع الطائفي

الحدث:

شهدت بعض مدن حمص والساحل السوري والسويداء توترًا أمنيًا بعد خروج مظاهرات من أبناء الطائفة العلوية والدرزية تطالب بإطلاق سراح الموقوفين الذين تتهمهم الحكومة السورية بارتكاب جرائم إنسانية إبان حكم "نظام الأسد"؛ حيث طالب المتظاهرون بالحكم الذاتي ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات الساحل، فيما خرج المتظاهرون في السويداء لدعم تظاهرات الساحل. وجاءت هذه التظاهرات عقب دعوة أطلقها رئيس "المجلس الإسلامي العلوي" في سوريا، غزال غزال، على إثر الهجوم الذي شنه مسلحون من العشائر على بعض الأحياء الجنوبية في حمص، إثر جريمة قتل وقعت في قرية زيدل، راح ضحيتها رجل وزوجته من عشيرة "بني خالد"، حيث كُتبت عبارات طائفية في منزلهما بعد تنفيذ الجريمة.

الرأي:

جاءت الأحداث عشية الذكرى الأولى لسقوط "نظام الأسد"، بينما تنتظر الحكومة السورية استحقاقات مهمة أبرزها قرب انتهاء المهلة المعطاة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لتطبيق اتفاق 10 آذار/مارس مع حكومة دمشق، ونتائج مفاوضات دمشق مع "إسرائيل"، إضافةً إلى تصويت الكونغرس الأمريكي على رفع عقوبات "قانون قيصر" بشكل كامل بعد نحو أسبوعين، وزيارة وفد من سفراء الدول الـ15 في مجلس الأمن إلى دمشق، ووفد من البنك الدولي والبنك الاحتياطي الأمريكي.

ويشير تزامن الأحداث الأخيرة في الساحل مع التحركات في محافظة السويداء ورفع العلم "الإسرائيلي" وصور شيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، و"نتنياهو"، ومطالبة قائد "قسد"، مظلوم عبدي، بإشراك الدروز والعلويين في المفاوضات الجارية مع الحكومة السورية حول تطبيق اتفاق 10 آذار/مارس، إلى وجود مخطط لإشعال الساحل السوري من أجل رفع سقف المفاوضات للضغط على الحكومة، بدءًا بمؤتمر الأقليات الذي عقده "عبدي" ثم محاولة تأجيج الصراع الطائفي بين دمشق والساحل، حيث انتهت بمظاهرات واعتصامات في المناطق ذات الأغلبية العلوية.

وبناء على ما تقدم، تحاول الأطراف المذكورة الضغط على حكومة، أحمد الشرع، للحصول على مكاسب سياسيّة واستراتيجية في مستقبل سوريا، إذ يحاول "عبدي" إيصال رسائل للداخل والخارج بأنّ لديه ثقلًا سياسيًا وازنًا بتحالفه مع الأقليات ومحاولة إشراكهم في المفاوضات مع الحكومة، وأنّه يجب أن يُشارك في حكم سوريا، فيما يحاول دروز السويداء فرض أمر واقع لتشكيل إقليم منفصل بدعم "إسرائيلي"، كما يسعى العلويون بدورهم إلى التأثير على الدول الإقليمية والدولية للضغط على الحكومة لمنع تهميشهم وإعادة الزخم لنفوذهم.

وفي المجمل، تشير هذه التطورات إلى استمرار هشاشة الوضع الداخلي، إلا حكومة الشرع لا تزال هي الجهة الأكثر قدرة على بسط سيطرتها على البلاد وتوحيدها، خاصة مع دعم الأطراف الخارجية الرئيسية. وباستثناء التهديد "الإسرائيلي"، فإن التوتر مع العلويين والأكراد لا يمثل تهديداً لوحدة البلاد، بينما تظل السويداء مركز تهديد حقيقي لارتباطها بحماية ميدانية من قبل الاحتلال.

اقرأ المزيد