تطورات الأجهزة الأمنية
استقبل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، حيث أطلعه على مستجدات الوضع في الأراضي الفلسطينية ولا سيما تطورات الحرب على قطاع غزة، وطالبه بالضغط على الاحتلال لوقف إطلاق النار بشكل فوري. وشدد عباس على إمكانية الذهاب لانتخابات عامة لا تشمل القوى السياسية والأفراد الذين لا يلتزمون بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية. وتلقى "عباس" اتصالًا من رئيسي الوزراء الكندي والبريطاني اللذان أبلغاه بأن بلادهما ستعترف بدولة فلسطين في شهر أيلول المقبل، كما أعلنت فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين ووجهت نداء جماعيًا للاعتراف بها. وفي السياق ذاته، أعرب "عباس" عن تقديره لما جاء في إعلان المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك، والذي أكد على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين ودعوة الدول التي لم تعترف للقيام بذلك. إلى ذلك، التقى حسين الشيخ بالسفير الأمريكي في رام الله، مايك هاكابي، حيث تم بحث جهود وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات للقطاع، وكذلك بحث تطورات الوضع الراهن في الضفة والأزمة المالية للسلطة وتصاعد عنف المستوطنين.
محليًا، استقبل "عباس" رئيس هيئة التدريب العسكري اللواء، محمود أبو هارون، حيث عبر عن تقديره لإنجاز المؤسسة الأمنية وتطوير خطط التدريب لتتلاءم مع الأهداف الموضوعة لتوفير الأمن والأمان وبسط سيادة القانون. كما أصدر قرارًا بترقية العميدين، ناصر عدوي ومعين السكران، إلى رتبة لواء، وتعيينهما نائبين لرئيس جهاز المخابرات العامة.
"إسرائيليًا"، قامت "إسرائيل" بتسليم ردها للوسطاء بشأن مقترحات اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل لتسليمه لحركة حماس، وذلك بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى "تل أبيب" لبحث مسار المفاوضات المتعثّرة والكارثة الإنسانية في القطاع. من جانبه، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، أيال زمير، أن الجيش لم يتلقَ أوامر واضحة من المستوى السياسي حول مستقبل الحرب، كما أنه يعارض احتلال القطاع كله وأوصى بخطة "التطويق والاستنزاف". بموازاة ذلك، زار رئيس جهاز "الموساد"، دافيد برنياع، واشنطن وذلك من أجل الحصول على مساعدة الإدارة الأمريكية في إقناع عدد من الدول بمخطط تهجير الفلسطينيين إليها.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أصدر رئيس الأركان، أيال زمير، توجيهات بتقليص كبير في حجم القوات العاملة في القطاع، بهدف تخفيف العبء عن القوات النظامية والاحتياط وإعادة تأهيل الألوية، كما تم سحب الفرقة 98 ولواء المدرعات السابع من غزة.
· وضع "زامير" خطة "السيطرة على غزة" أمام الكابينيت والمجلس الوزاري المصغر، وذلك لمناقشة تنفيذ الخطة في حال انهارت مفاوضات الصفقة أو فشل التوصل لصفقة شاملة وشروط إنهاء الحرب بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي سيستمر 60 يومًا.
· صادق "الكنيست" على تمديد "قانون" يتيح احتجاز المعتقلين من غزة دون لوائح اتهام ومنعهم من لقاء محامين لفترات طويلة.
· أعلنت حركة "شاس" وكتلة "يهدوت هتوراه" انسحابهما من الحكومة "الإسرائيلية" واستقالة وزرائهما من مناصبهم، بسبب أزمة إعفاء "الحريديين" من الخدمة العسكرية.
· صوتت الهيئة العامة "للكنيست" على بيان يدعوا لـ"فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة، فيما صادقت سلطات الاحتلال على 3 مخططات لتوسعة مستعمرة "معاليه أدوميم" شرقي القدس.
· أعلنت هولندا فرض حظر دخول إلى أراضيها على وزيري الأمن القومي والمالية "الإسرائيليين"، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
· فرضت "إسرائيل" قيودا صارمة على دخول جهات مدنية ومراسلي وسائل إعلام دولية إلى القطاع وإخضاعها للرقابة العسكرية.
· أصدر جيش الاحتلال أمرًا عسكريًا بمنع ارتداء اللثام في الضفة من قبل الفلسطينيين والمستوطنين مع التهديد بعقوبة السجن.
· أصدر "عباس" قرارًا بشأن إجراء انتخابات مجلس وطني جديد قبل نهاية العام الجاري.
أبرز الأحداث الأمنية
· ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 60 ألف شهيدًا والإصابات إلى أكثر من 147 ألف منذ بدء الحرب، فيما بلغت الحصيلة منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 9081 شهيدًا، و35048 إصابة. أما في الضفة فقد بلغ العدد 1025 شهيدًا بينما الإصابات 6700 إصابة.
· أفادت مصادر طبية أن أكثر من 1300 شهيدًا ومئات الإصابات ارتقوا عند نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الأمريكية، فيما استشهد أكثر من 150 شخصًا نتيجة المجاعة وسوء التغذية في القطاع، من بينهم 89 طفلًا.
· قصف جيش الاحتلال كنيسة دير اللاتين في غزة، مما أدى لاستشهاد 3 مواطنين وإصابة أكثر من 10 آخرين.
· وسّع جيش الاحتلال عمليته البرية في دير البلح وسط القطاع وذلك للضغط على السكان ودفعهم للنزوح عن مناطقهم.
· نفّذت المقاومة العديد من الكمائن ضد جيش الاحتلال ولا سيما شرق محافظتي خانيونس وغزة، وحاولت "كتائب القسام" أسر جندي "إسرائيلي" شرق خانيونس قبل الإجهاز عليه. كما أعلنت "الكتائب" عن تنفيذ كمين محكم في بيت حانون أدى لمقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين بينهم إصابات خطيرة، فيما أعلن جيش الاحتلال أن جنود من كتيبة "نيتساح يهودا" وقعوا في حقل عبوات ناسفة "محكم ومتسلسل".
· استشهد الأسير، صايل أبو نصر، من قطاع غزة في سجون الاحتلال.
· اقتحم الوزير المتطرف "بن غفير" باحات المسجد الأقصى برفقة عدد من المستوطنين، فيما واصل المستوطنون اقتحاماتهم وتدنيسهم للمسجد الأقصى وأقاموا طقوساً تلمودية.
· أعدم جيش الاحتلال الشاب، يوسف شيخ إبراهيم في بلدة كفر راعي شمال الضفة، فيما استشهد الشاب، خميس عياد، على أيدي المستوطنين في سلواد قرب رام الله.
· زادت وتيرة هجمات المستوطنين بشكل كبير وأصبحت هجماتهم تتم بشكل منظم وباستخدام الأسلحة وبحماية جيش الاحتلال، وقد تعرضت عدة بلدات في مناطق عديدة لهجماتهم، حيث قاموا بحرق البيوت وتدمير ممتلكات المواطنين، كما أحرقوا مركبة تعود لمتضامنين أجانب في يطا جنوبي الخليل.
· اخطفت أجهزة السلطة الطبيب، إسماعيل القر، على خلفية منشور طالب فيه "عباس" بالرحيل.
· قمعت أجهزة السلطة مسيرة تضامنية مع غزة في مدينة نابلس وفرقت المتظاهرين بالقوة، فيما شهدت عدة مناطق في الضفة وقفات احتجاجية على حرب الإبادة والتجويع في غزة.
· هدمت آليات وجرافات الاحتلال بحماية الشرطة العديد من البيوت العربية في أراضي الداخل المحتل الـ48.
· شهدت عدة بلدات بالداخل المحتل 48 مظاهرات حاشدة للتنديد بسياسة التجويع في غزة وللمطابة بإنهاء حرب الإبادة في القطاع، فيما عملت شرطة الاحتلال على محاصرة المظاهرات وتفريقها بالقوة.
· اعتقلت شرطة الاحتلال 14 متظاهرًا واعتدت على آخرين أثناء وقفات احتجاجية في حيفا على استمرار الحرب والتجويع في غزة.
· أعلنت الشرطة والشاباك "الإسرائيليين" إلقاء القبض على ثلاثة مستوطنين يهود في قضيتين منفصلتين، بتهمة تنفيذ مهام لصالح إيران، واعتقال جندي "إسرائيلي" بالجيش بتهمة توثيق عمليات اعتراض وسقوط صواريخ لصالح إيران.
· أُصيب 8 جنود "إسرائيليين" بجروح متفاوتة جراء تعرضهم للدهس عند محطة حافلات قرب مفرق بيت ليد، حيث أعلنت الشرطة أنها اعتقلت المشتبه بتنفيذ العملية ويدعى، أركان خالد، من مدينة الطيبة.
· تظاهر الآلاف في "تل أبيب" للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى، واحتجاجًا على إعادة الفريق "الإسرائيلي" المفاوض من الدوحة. كما تظاهرت عائلات الأسرى أمام مقر وزارة الأمن للمطالبة بصفقة شاملة تعيد أبناءهم دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب.
· تظاهر مئات "الحريديين" وأغلقوا طرقًا رئيسية في عدة مناطق احتجاجًا على تسليم ثلاثة شبان للشرطة العسكرية لتخلفهم عن الخدمة العسكرية، وسط مواجهات مع الشرطة.
· استمرت وتيرة جرائم القتل بالارتفاع في الوسط العربي بالداخل المحتل 48، وارتفع عدد الضحايا إلى 150 قتيلًا بينهم 14 إمرأة منذ بداية العام.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· استمرار تعثر المفاوضات بالتزامن مع التحركات "الإسرائيلية" مثل مناقشة خطة احتلال القطاع بالكامل ومواصلة خطة التهجير، كلها تشير إلى عدم تخلي حكومة الاحتلال عن أهداف الحرب المعلنة والتي لا تزال محل دعم أمريكي بالرغم من الضغوط الدولية لإنهاء الحرب والتجويع في غزة. كما يرفض الاحتلال التنازل عن أي من النقاط العالقة حتى الآن وتحديدًا ما يتعلق بإنهاء الحرب وبعض فئات الأسرى والسيطرة على بعض المناطق وتحديدًا الشريط الحدودي بين غزة ومصر.
· من الواضح وجود تفاهم بين حكومة "نتنياهو" وإدارة "ترامب" حول الأولويات في غزة، حيث تتبادلان الأدوار حول المباحثات الجارية ولا سيما الدور الذي يقوم به "ويتكوف" في محاولة لانتزاع اتفاق لصالح الاحتلال، أقرب ما يشبه الاستسلام وتحقيق الأهداف الأمنية الإستراتيجية للاحتلال في غزة.
· تمثل مصادقة "الكنيست" على قرار غير ملزم بضم الضفة خطوة تمهيدية لإجراءات أخرى تسعى حكومة الاحتلال لتنفيذها وإحكام المزيد من السيطرة الأمنية وقضم الأراضي في الضفة وتعزيز الاستيطان في مناطق جديدة. وذلك وسط ضعف الموقف الفلسطيني والعربي ولا سيما الأردن الذي ينظر بخطورة أكبر إلى تدهور الوضع في الضفة.
عزم فرنسا والعديد من الدول الغربية الاعتراف بدولة فلسطين، يزيد الضغوط ولا سيما الأوروبية على "إسرائيل" لإنهاء سياسة التجويع في غزة ووقف الحرب بشكل نهائي. لكن في المقابل، تأتي مثل هذه الخطوات لامتصاص الضغوطات الداخلية في تلك الدول لتأييدها "إسرائيل" ومنحها الوقت للاستمرار في الإبادة ودعمها عسكريًا واستمرار بيع الأسلحة لها.