تطورات الأجهزة الأمنية
أجرى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، مباحثات في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب، حول جهود وقف حرب غزة، في حين ذكرت تقارير عبرية أن "إسرائيل" وافقت على السماح لقطر ودول أخرى بتمويل إعادة إعمار غزة خلال وقف إطلاق النار إذا تم التوصل لاتفاق. من جهة أخرى، قال المبعوث الأمريكي ويتكوف، إن التوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية قد يستغرق وقتًا أطول، وقد يتم خارج إطار اتفاقيات أبراهام.
على صعيد التوترات الإيرانية الأمريكية، استقبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ووزير الدفاع، خالد بن سلمان، وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، وبحثا سبل العودة إلى المسار الدبلوماسي بشأن الملف النووي. كما أجرى وزير الدفاع السعودي محادثات مغلقة مع الرئيس الأمريكي في واشنطن، فيما أكدت الخارجية القطرية انخراط الدوحة في جهود التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران.
في سوريا، أعربت دول الخليج عن رفضها للعدوان "الإسرائيلي" الأخير على سوريا، ورحّبت بوقف إطلاق النار في السويداء، واستقبل الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، نظيره السوري، أحمد الشرع، وسط ترجيحات بارتباط زيارة الشرع بالترتيبات الأمنية جنوب سوريا والمحادثات بين دمشق و"تل أبيب". وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الإمارات تسعى لتقريب وجهات النظر نحو اتفاق تطبيع، مشيرة إلى جهود لعقد اجتماع بين نتنياهو والشرع في واشنطن.
إلى ذلك، أبرمت شركة "METCO" السعودية اتفاقًا مبدئيًا مع الحكومة السورية لضبط الحدود مع لبنان، كما تسعى لإبرام اتفاق مماثل مع بيروت، فيما تسعى السّعوديّة لدفع البلدين نحو مفاوضات لترسيم الحدود، بينما قدّمت قطر دفعة مالية للجيش اللبناني.
خليجيًا، أجرى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مباحثات مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، فيما عُقد الاجتماع الرابع للجنة التنسيق الأمني والعدلي المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي العُماني في الرياض.
خارجيًا، أجرى وزير الداخلية الكويتي، فهد اليوسف، جولة شملت لبنان وسوريا، حيث شدد في بيروت على استمرار إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب الكويتية، فيما وقع الحرس الوطني الكويتي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون العسكري والأمني مع الدرك الوطني الفرنسي. وفي دمشق، بحث نظيره أنس خطاب، التعاون الثنائي في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، بينما وقع وزير الداخلية القطري، خليفة بن حمد، في واشنطن، مع وزيرة الأمن القومي الأمريكية، كريستي نويم، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأمني. ووقع وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، مع نظيرته البريطانية إيفيت كوبر، عددًا من اتفاقيات التعاون الأمني، فيما انضمت المملكة المتحدة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA)، إلى جانب البحرين والولايات المتحدة، بينما أبرمت واشنطن والمنامة اتفاقية للتعاون النووي المدني.
في شؤون عسكرية، دشنت السعودية أول سرية من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكية المتطورة "ثاد"، ودشّنت الكويت طائرة "بيرقدار TB2" المسيّرة التركية، فيما أعلنت مجموعة "إيدج" الإماراتية توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع شركة "4iG" المجرية لتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· كشف دبلوماسيون في أبوظبي أن الإمارات أنشأت شبكة لوجستية في الدول المحيطة بالسودان لدعم قوات "الدعم السريع"، بما يشمل مستشفيات ميدانية ومهابط طائرات على الحدود مع تشاد وجنوب السودان.
· أعلن العاهل البحريني، خلال استقباله الرئيس اللبناني، إقامة بعثة دبلوماسية دائمة في بيروت.
· أجبرت الإمارات لاجئين أفغان استقبلتهم عام 2021 بعد انسحاب واشنطن من كابول، على توقيع وثائق "ترحيل طوعي".
· أعادت قطر 81 مواطنًا أفغانيًا من ألمانيا إلى بلادهم، بالتنسيق مع السلطات الألمانية والأفغانية.
· كشفت مصادر عن تشكيل قوات جديدة تابعة للجيش اليمني في شبوة تحت اسم "قوات الطوارئ"، بدعم وتمويل سعودي.
· أخلت شركات استشارية سعودية مكاتبها في لبنان بناءً على توجيهات من الرياض بالتحول نحو الاستثمار في سوريا.
· نفّذت السلطات السعودية أحكام إعدام بحق ستة مواطنين أدينوا بالانضمام لتنظيمات إرهابية، إضافة إلى تنفيذ أحكام إعدام بحق 30 مواطنًا ووافدًا في قضايا جنائية.
· أفرجت السلطات السعودية عن الدعاة سامي الواكد، وإبراهيم السكران وإبراهيم الحارثي بعد سنوات من الاعتقال، فيما أفاد حقوقيون بإعادة اعتقال إبراهيم السكران بعد الإفراج عنه.
· اتهمت تقارير حقوقية السلطات السعودية بفرض حظر سفر غير رسمي طويل الأمد على مئات الناشطين والمعتقلين السياسيين السابقين وأفراد أسرهم، دون أي قرارات قضائية.
· أعلنت الكويت سحب وإسقاط الجنسية عن أكثر من ألف شخص بتهم التزوير والازدواجية و"المساس بالولاء للبلاد"، وممن اكتسبها بالتبعية.
· أصدرت السلطات الكويتية أحكامًا بحبس مواطن وخليجيين 7 سنوات بتهمة تزوير الجنسية، كما قضت بحبس مواطن 5 سنوات لمحاولته تهريب أشخاص سحبت جنسيتهم، وحبس عريف يعمل في المنفذ واثنان آخران، 3 سنوات.
· استأنفت الكويت التصاريح للجمعيات الخيرية بجمع التبرعات، في تعميم لتنظيم العمل الخيري، يتضمن ضوابط على جمع التبرعات.
· أصدرت الكويت مرسومًا بتعديل قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تضمن توسيع صلاحيات الجهات الحكومية في تعاملها مع هذه القضايا.
· أصدرت المحاكم الكويتية أحكامًا في قضايا أمن دولة شملت حبس مغرّد خمس سنوات، وحبس مواطن خمس سنوات بتهمة الانضمام إلى "داعش". كما أيدت حكمًا بحبس عسكري في الداخلية 10 سنوات لإدانته بالتطاول على مسند الإمارة والانضمام للتنظيم ذاته. وبرأت محكمة الاستئناف ثلاثة تونسيين من تهمة الانتماء لـ"داعش".
· قضت محكمة التمييز الكويتية بحبس النائب السابق، ماجد المطيري، ومتهمين آخرين لمدة عامين، ومتهم رابع أربع سنوات، بتهمة شراء أصوات انتخابية.
· ألغت محكمة الاستئناف الكويتية حبس الإعلامية، فجر السعيد، 3 سنوات في قضية أمن دولة.
أبرز الأحداث الأمنية
· نفذت الإمارات، بالتعاون مع الأردن، عملية إسقاط جوي للمساعدات فوق غزة.
· نفذت فرق الإنقاذ الإماراتية عملية إنقاذ لـ22 شخصًا، من طاقم السفينة البريطانية "ماجيك سيز"، بعد استهدافها من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، فيما استقبلت السعودية 10 بحارة تم إنقاذهم من سفينة يونانية أغرقها الحوثيون.
· اندلع تمرد عسكري في محور البقع التابع للجيش اليمني، والخاضع لإشراف وزارة الدفاع السعودية، قرب الحدود الشرقية لمحافظة صعدة، وذلك رفضًا لتعيين قائد جديد.
· كشفت وزارة الدفاع القطرية تفاصيل عملية التصدي للهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد في يونيو الماضي، حيث نشرت مشاهد لتفعيل أنظمة الدفاع الجوي وعمليات الاعتراض.
· أظهرت صور أقمار صناعية إصابة نظام اتصالات أمريكي داخل قاعدة العديد.
· شهدت البحرين تظاهرات عديدة دعمًا لغزة وتنديدًا بالتجويع والإبادة الجماعية التي تتعرض لها.
· أعلن معارضون سعوديون في الخارج تأسيس كيان جديد باسم "المجلس الوطني للإنقاذ"، بقيادة المعارضين الإسلاميين، سعد الفقيه وسعيد الغامدي، بهدف توحيد جهود المعارضة.
· رصدت منظمات حقوقية تصاعد تنفيذ أحكام الإعدام في السعودية، التي تجاوزت 200 حالة منذ بداية العام، غالبيتها في قضايا مخدرات، وأكثر من 20 في قضايا بتهم مرتبطة بالإرهاب.
· أعلنت السعودية تفكيك شبكة تهريب المخدرات وضبط عشرات متورطين بينهم موظفون حكوميون، كما أحبطت، بالتعاون مع السلطات اللبنانية، تهريب كميات كبيرة من المخدرات.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يبدو أن كلا من السعودية و"إسرائيل" لا تضعان التوصل لاتفاق تطبيع علاقات أولوية حالية. من جانب السعودية، فإن الأولوية ليست الانضمام لاتفاقيات أبراهام وإنما إعادة ترتيب النفوذ الإقليمي وضمان موقعها كدولة قائدة للدول العربية، وهو هدف يتطلب أن يكون للتطبيع ثمنا يعزز من هذا الموقع. أما بالنسبة لـ"إسرائيل"، فإن الأولوية هي لفرض معادلة أمن جديدة في غزة والضفة ولبنان وجنوب سوريا، حتى ولو على حساب تضرر مؤقت لعلاقات الاحتلال الدبلوماسية مع دول الجوار بما فيها مصر والأردن.
· تصاعد أحكام الإعدام في السعودية في قضايا بالمخدرات يمثل سياسة ردع ضمن جهود المملكة للتصدي لهذا التهديد الأمني، ومن المرجح أن تتواصل هذه السياسية رغم الانتقادات الغربية. من جهة أخرى، فإن الاهتمام المملكة بالمشاركة في ضبط الحدود بين سوريا ولبنان لا ينفصل عن جهودها للتصدي لخطوط التهريب الإقليمية، وإن لم يكن هذا هو المحرك الوحيد لهذا الاهتمام.
· يتفق استئناف أنشطة الجمعيات الخيرية في الكويت مع تقديرنا السابق حول دواعي إيقافها المؤقت؛ حيث ارتبط استئناف النشاط بقواعد جديدة تشدد من عمليات جمع التبرعات وتضعها تحت رقابة أمنية حاسمة. ومن المرجح أن تواصل الكويت ودول الخليج عموماً إجراءات تقييد الأنشطة المالية الخيرية.
