تطورات الأجهزة الأمنية
ترأس الرئيس أردوغان الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد، وشهدا توقيع 7 مذكرات تفاهم من بينها مذكرة للحماية المتبادلة للمعلومات السرية، كما زار أردوغان شمال قبرص رفقة قادة الجيش للاحتفال بالذكرى السنوية للعملية العسكرية التركية في الجزيرة. وحضر أردوغان المعرض الدولي السابع عشر للصناعات الدفاعية (IDEF2025) في إسطنبول، والذي شاركت فيه أكثر من 400 شركة من 44 دولة.
من جهته، زار رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن أحزاب: الحركة القومية، والشعب الجمهوري، والعدالة والتنمية، والمساواة والديمقراطية، لتعزيز التنسيق حول رؤية "تركيا الخالية من الإرهاب". كما اجتمع قالن في العراق مع رئيس الوزراء والرئيس العراقيين، ووزيري الخارجية والدفاع، ورئيس جهاز الاستخبارات، ورئيس مجلس النواب، إضافة إلى زعيم تحالف السيادة العراقي خميس الخنجر. من جهته، اجتمع وزير الخارجية هاكان فيدان في أنقرة مع وفد من حركة حماس، فيما استضافت إسطنبول الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.
إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع يشار غولر العديد من اللقاءات على هامش معرض (IDEF2025)، حيث اجتمع مع وزراء دفاع بريطانيا وبلجيكا وإندونيسيا وأذربيجان والعراق والصومال وموزمبيق وسلوفينيا والسودان وألبانيا وكوسوفو ومقدونيا الشمالية والسنغال وموريتانيا ولبنان وجيبوتي وماليزيا والكونغو الديموقراطية وغامبيا والبوسنة ونيجيريا والجابون وجواتيمالا، كما اجتمع مع رؤساء أركان باكستان وماليزيا وجورجيا ومالي ومدغشقر، ومع نواب وزراء الدفاع من السعودية وفيتنام ونيجيريا، إضافة إلى صدام حفتر قائد القوات البرية الليبية، وعاصم الهواري قائد القوات الجوية السورية، وقائد القوات البرية الإندونيسية، وكيث ويبستر نائب رئيس قسم الأمن السيبراني والفضاء بغرفة التجارة الأمريكية.
وفي أنقرة، استقبل غولر رئيس الأركان الفرنسي، ورئيس أركان مقدونيا الشمالية، وسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والبرازيل لدى تركيا، والرئيس التنفيذي لشركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية للصناعات الدفاعية، كما اجتمع مع سفيرتي تركيا في لاهاي وليتوانيا. وسافر غولر رفقة الرئيس أردوغان إلى شمال قبرص حيث أجرى عملية تفتيش لقيادة فرقة المشاة الميكانيكية الثامنة والعشرين التركية بقبرص، وسافر إلى إسلام أباد رفقة وزير الخارجية حيث تم الإعلان عن الاتفاق على بدء شركات تركية بعمليات تنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل باكستان. ومن جهته، حضر رئيس الأركان التركي الجنرال متين جوراك اجتماع رؤساء الأركان لبلغاريا ورومانيا وتركيا، في مدينة صوفيا، وزار جوراك كازاخستان حيث اجتمع مع وزير الدفاع ورئيس الأركان. وأجرى وفد من وزارة الخزانة الأمريكية بقيادة آنا موريس القائمة بأعمال مساعد وزير الخزانة لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مباحثات في تركيا مع مسؤولين أتراك وسوريين وعراقيين.
وعلى صعيد التدريبات، زارت الفرقاطة "تي سي غي بويوك آدا"، ميناء الإسكندرية بمصر، فيما نُفذت مناورات "إيلجين-2025" الثنائية التركية القطرية، وشاركت البحرية التركية في مناورة مع نظيرتها الباكستانية، كما شاركت في مناورة "نسيم البحر-2" في المملكة المتحدة. إلى ذلك، تسلم الجيش السوري ناقلات جند مدرعة تركية طراز "أجدر 6×6"، وكشفت شركة "روكيتسان" عن صاروخ فرط صوتي جديد من طراز "تايفون بلوك 4"، كما كشفت عن صاروخ "غوكبورا" جو- جو بمدى أكثر من 100 ميل، وصاروخ "أر 300" جو - أرض بمدى أكثر من 500 كم، فيما كشفت وزارة الدفاع عن قنبلتي "الغضب" و"الشبح" الخارقتين للتحصينات.
وفيما يتعلق بالاتفاقيات الأمنية والعسكرية، فقد وقعت وزارة الدفاع مذكرة تفاهم مع بريطانيا تتيح لأنقرة استخدام مقاتلات "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، واتفاقية تعاون عسكري مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية؛ لتعزيز جاهزية الجيش الليبي عبر التدريب والدعم الفني واللوجستي، وأخرى مع نظيرتها النيجيرية للتعاون المالي والعسكري، واتفاقية إطارية عسكرية مع نظيرتها الموريتانية، فيما وقع بلقاسم خليفة مدير صندوق التنمية وإعادة الإعمار الليبي اتفاقاً مع شركة ALBAVVABA التركية لتركيب وتطوير منظومات الملاحة الجوية ومنظومات الاتصالات الجوية والأرضية في مطارات بنغازي وسبها وسرت وأوباري والأبرق ومرتوبة وطبرق.
من جهته، وقّع رئيس الصناعات الدفاعية التركية مع وزير الدفاع الإندونيسي عقد صفقة بيع 48 طائرة من طراز "قاآن"، فيما أبرمت شركة "بايكار" للصناعات الدفاعية مذكرة تعاون مع شركة الخطوط الجوية الكورية الجنوبية، بينما وقعت شركة أسيلسان مذكرة تفاهم مع وزارة الدفاع الآذرية لتوريد أجهزة اتصالات ووحدات حرب إلكترونية. بموازاة ذلك، وقّعت شركة "قاتمرجيلر" اتفاقية تعاون مع شركة "دفتك" الماليزية لإنتاج مدرعة "أرن" رباعية الدفع في ماليزيا، وشركة الصناعات الجوية والفضائية "توساش" عقدا مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية لتوريد 57 مروحية من طراز "غوكباي"، كما وقعت اتفاقية شراكة مع "إيرباص" لتسريع تصدير 30 طائرة تدريب نفاثة طراز "حرجيت" إلى إسبانيا.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· أطلقت قوات الأمن في الذكرى التاسعة للانقلاب عملية أمنية في 60 ولاية، استهدفت البنية المالية لتنظيم فتح الله غولن، وصدرت أوامر توقيف بحق 371 مشتبها به.
· أعلن وزير الداخلية تسلّم 15 مطلوبا، بينهم 14 مدرجين على النشرة الحمراء، وذلك بعد توقيفهم في جورجيا وألمانيا واليونان وبلجيكا وصربيا وشمال قبرص.
· أصدر القضاء حكمًا بسجن رئيس بلدية إسطنبول السابق أكرم إمام أوغلو لمدة سنة و5 أشهر بتهمة شتم موظف حكومي، والسجن لمدة شهرين و15 يومًا بتهمة تهديد المدعي العام.
· أطلقت شرطة مكافحة الإرهاب حملة ضد بلدية إزمير، أُوقف خلالها 157 شخصًا، بينهم رئيس البلدية السابق تونتش سوير، بتهم الفساد واختلاس المال العام.
· ألقي القبض على 10 أشخاص بينهم رئيس بلدية أضنة الكبرى، ورئيس بلدية أديمان، ورئيس بلدية أنطاليا الكبرى، في إطار التحقيقات بتهمة ارتباطهم بعصابة جريمة منظمة. ثم أُفرج عن رئيس بلدية أديمان مع وضعه تحت الإقامة الجبرية لحين انتهاء محاكمته، وقد عزلته وزارة الداخلية من منصبه.
· نفّذت فرق الأمن مداهمات في ولاية أنطاليا أسفرت عن توقيف 34 شخصًا، بينهم رئيس البلدية التابع لحزب الشعب الجمهوري، وذلك بتهمة تلقي رشاوي والتلاعب في عطاءات.
· أبعدت السلطات التركية المعارض المصري محمد عبدالحفيظ بعد احتجازه في مطار إسطنبول.
أبرز الأحداث الأمنية
· نشر زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، رسالة مصورة من سجنه في جزيرة إمرالي، أكد فيها تمسكه بحل الحزب وتسليم سلاحه علنا، وشدد على تخلي الحزب عن الأفكار الانفصالية أو الدعوة لإقامة دولة كردية.
· نظم 30 عنصراً من حزب العمال الكردستاني فعالية رمزية لتسليم وحرق أسلحتهم في كهف بجبال "جاسنا" بمحافظة السليمانية شمال العراق، وحضر المراسم مسؤولون من جهاز الاستخبارات التركي ومن حكومة إقليم كردستان العراق.
· أعلن الجيش التركي وفاة 12 ضابطا وجنديًا جراء استنشاقهم لغاز الميثان خلال مهمة تمشيط في كهف بمنطقة عملية "المخلب–القفل" شمال العراق بحثا عن جثمان جندي تركي قُتل في عام 2022. كما أعلن وفاة جنديين نتيجة الإجهاد أثناء تدريبات في وحدة البحرية بولاية هطاي.
· توفي 10 من موظفي مديرية الغابات ورجال الإطفاء في حريق غابات بولاية إسكي شهير.
· أعلنت وزارة الدفاع فصل 23 ألفًا و969 فردًا من القوات المسلحة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تؤشر الصفقات التي أُبرمت خلال معرض "أيدف 2025" إلى تنامي الحضور التركي في سوق السلاح العالمي، وتنوّع شراكاتها الدفاعية بين التصدير المباشر، ونقل التكنولوجيا، والإنتاج المشترك، فضلا عن توجّه تركيا لتوطين الصناعات العسكرية لدى الحلفاء الإقليميين، بما يخدم النفوذ الجيوسياسي والأمني لأنقرة عبر روابط دفاعية طويلة الأمد، ويعزز من قدرتها على بناء منظومات تسليح عابرة للحدود.
· تعكس اللقاءات والاتفاقيات الليبية التركية تكثيف أنقرة لانخراطها في ليبيا بمقاربة مزدوجة، تقوم على تعزيز العلاقة مع الطرفين المتنافسين في الشرق والغرب. وهي مقاربة تتمسك بها أنقرة كضرورة للقيام بدورها كضامن للملف الليبي أمام الولايات المتحدة وهو ما يتطلب علاقة فاعلة مع كافة الأطراف. وتمثل المشاريع التقنية في مطارات الشرق أداة تسمح بترسيخ الوجود التركي دون مواجهة مباشرة مع الفاعلين الإقليميين الداعمين لحفتر، وعلى رأسهم الإمارات ومصر.
· يسجل مسار المصالحة مع الأكراد مؤشرات إيجابية متواصلة، وعلى الرغم من الدعم الواضح الذي تبديه القيادة السياسية والعسكرية الكردية، فمن المرجح أن تواصل الأجهزة الأمنية التركية حذرها تحسبا لأي محاولات تستهدف إفشال مسار المصالحة، خاصة وأن قسد في شمال سوريا لا تبدي نفس القدر من المرونة.
