الموجـز الأمنـي السوداني - يونيو 2025

الساعة : 14:28
15 يوليو 2025
الموجـز الأمنـي السوداني - يونيو 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

أجرى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين بالقاهرة، حيث وصل البرهان إلى مصر بعد مشاركته في المؤتمر الرابع لتمويل التنمية بأشبيلية، الذي نظمته الأمم المتحدة، وقد تعجل البرهان في مغادرة اشبيلية واعتذر عن الاجتماع بعدد من المسؤولين الدوليين بينهم وزير الخارجية الإسباني، وسافر فوراً إلى القاهرة في زيارة غير معلنة بعد ساعات من وصول قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، الذي أجرى بدوره محادثات مع الرئيس المصري حول تطورات الأوضاع في المنطقة.

بالمقابل، ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بخطاب أمام عناصره، وصف فيه حرب قواته ضد الجيش السوداني المستمرة منذ أكثر من عامين، بأنها "حرب دفاع عن النفس". لكن اللافت في خطابه كان تشديده على "احترام حدود الجيران"، مقراً بوجود مشاكل مع مصر يجب حلها بـ"الحوار"، حيث جاءت تصريحاته بعد أشهر من توتر العلاقة مع القاهرة.

على صعيد آخر، عيّن رئيس الوزراء الجديد "كامل إدريس" "حسن داؤود كيان" وزيرًا للدفاع، و"بابكر سمرة" وزيراً للداخلية، في خطوة تُمهِّد لإعلان الحكومة التي أُطلق عليها إسم "حكومة الأمل". وبعد أيام أعلن إدريس عن تعيين ثلاثة وزراء آخرين في حكومته، هم "عصمت قرشي عبد الله محمد" وزيراً للزراعة والري، وأحمد مضوي موسى محمد وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، ومعز عمر بخيت العوض وزيراً للصحة.

أجرت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات واسعة في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور شملت تغييرات في قيادتها بالمدينة، حيث أوقفت مسؤول استخباراتها وبدأت حملة اعتقالات استهدفت عسكريين وعناصر من جهاز المخابرات العامة، وامتدت الحملة لاحقًا لتشمل مسؤولين مدنيين، مثل المدير التنفيذي لمحلية الضعين، محمد إبراهيم سعيد، والذي يشغل أيضًا عضوية اللجنة الأمنية التي شكلتها قوات الدعم السريع عقب سيطرتها على شرق دارفور، ومدير عام وزارة المالية بالولاية، آدم علي. وتأتي هذه الاعتقالات على خلفية شكوك داخل قيادة الدعم السريع حول وجود تواصل بين المعتقلين والحكومة السودانية في بورتسودان.

إلى ذلك، أعلن تحالف السودان التأسيسي عن تشكيل هيئته القيادية، برئاسة محمد حمدان دقلو، وعبد العزيز الحلو نائبًا للرئيس، وعلاء الدين عوض نقد ناطقًا رسميًا، ومكين حامد تيراب مقررًا، وقد تم تشكيل الهيئة القيادية من 31 عضوًا، وتمت إجازة النظام الأساسي بعد مشاورات واسعة.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       حذرت السلطات المصرية قادة سياسيين سودانيين من المشاركة في اجتماعات كان من المقرر عقدها في جنيف برعاية منظمة بروميدييشن  (Promediation)الفرنسية، ملوّحةً بعدم منح المشاركين في الاجتماع تصريح دخول جديد إلى الأراضي المصرية، حتى لو كانوا من حاملي الإقامات السارية.

·       اعتقلت السلطات الأمنية بالقضارف عدداً من أعضاء حزب التحرير بسبب تنظيم مخاطبة جماهيرية تنديدا بما أسمته بالاعتداء "الاسرائيلي" على إيران، وأفاد الحزب بأن السلطات الأمنية لم تطلق سراح المعتقلين حتى الآن.

أبرز الأحداث الأمنية

·       أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة "المثلث الحدودي" شمال غرب البلاد، حيث تتقاطع الحدود السودانية مع مصر وليبيا بعد معارك عنيفة. وتشير المعلومات أن قوات الدعم السريع تعمل على تجهيز مطارات جنوب ليبيا كمراكز لوجستية لدعم العمليات داخل السودان.

·       توفي 11 شخصًا على الأقل وأصيب آخرون إثر انهيار بئر للتنقيب العشوائي عن الذهب بولاية نهر النيل، شمال البلاد.

·       قصف الطيران المسيّر التابع للجيش السُّوداني مواقع استراتيجية لقوات الدعم السريع، في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث استأنف الجيش السوداني عملياته الجوية في المدينة التي تم تحويلها مركز قيادة عسكرية وسياسية للقوات.

·       أعلن الجيش السوداني إعادة فتح الطريق القومي “كادقلي – الدلنج” بولاية جنوب كردفان بعد معارك عنيفة قادها ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان، حيث تمكن الجيش من تدمير دبابتين في بلدة الدشول واستلام أخرى بحالة جيدة أثناء مهاجمة الشعبية منطقة الكرقل ذات الموقع الاستراتيجي، ليرتفع بذلك عدد الدبابات التي تم الاستيلاء عليها وتدميرها خلال الأسبوعين الماضيين إلى نحو ست دبابات.

·       قتل تسعة أشخاص وأُصيب أكثر من عشرة آخرين، بينهم اثنان من الكوادر الطبية، في قصف جوي نفذته طائرة مسيّرة تابعة للجيش استهدفت مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان، كما قُتل ثمانية أشخاص على الأقل وأُصيب آخرون جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة للجيش استهدفت مركزاً لإيواء النازحين بولاية غرب كردفان.

·       شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية استهدفت مواقع انتشار قوات الدعم السريع في محيط مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان حيث استأنفت الدعم السريع عملياتها العسكرية البرية الرامية للسيطرة على بابنوسة بعد توقف المواجهات بين الطرفين لأكثر من عام.

·       تصدّى الجيش والقوة المشتركة في دارفور لهجوم وُصف بأنه الأعنف على عاصمة ولاية شمال دارفور، الأحد، نفذته قوات الدعم السريع من محورين.

·       اقتادت قوات الدعم السريع 100 شخص أثناء محاولتهم مغادرة الفاشر بشمال دارفور، واحتجزتهم في مقر تابع لها شرق المدينة.

·       قُتل 20 شخصًا على الأقل وأُصيب 17 آخرون خلال يومين إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين بولاية شمال دارفور، فيما تم استهداف سد مروي وعطبرة بالطائرات المسيّرة الانتحارية التابعة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة تعلن التصدي لها.

·       نزحت 389 أسرة من معسكري أبو شوك والفاشر إلى محليات طويلة، الطيبة، والسريف بولاية غرب دارفور.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·       من المحتمل أن لقاء البرهان بالرئيس المصري في سياق وساطة مصرية لحل الخلاف الحاصل بين الجيش السوداني وقوات حفتر؛ حيث قام الجيش السوداني بإخلاء منطقة المثلث الحدودية بين السودان ومصر وليبيا، متهماً قوات حفتر بتوفير الدعم لقوات الدعم السريع. لكن القاهرة لا تبدو قادرة على تقديم أي ضمانات إزاء سلوك حفتر والذي من المرجح أن يواصل الانخراط في شبكة إمداد قوات حمديتي. ومن المرجح أيضا أن الاستنفار المصري سوف يتصاعد في ظل تركيز حمديتي على الولاية الشمالية.

·      المؤشرات الميدانية تشير إلى ترجيح حدوث تصعيد عسكري في الفترة المقبلة، خاصة بعد تكثيف استخدام المسيّرات من بورتسودان وسيطرة قوات الدعم على الشريط الحدودي للأجزاء الشمالية الغربية المهددة للولاية الشمالية.

·      تكثف الإمارات تحركاتها الواسعة في الدول المحيطة بالسودان فيما يبدو أنها خطة مدروسة لتعزيز شبكات الدعم التي تغذي قوات الدعم السريع، وذلك تحسبا لتوقف أي من الخطوط الحالية خاصة عبر تشاد التي تتزايد الضغوط داخلها على الرئيس لوقف تورط البلاد في الحرب تجنبا لتصعيد سوداني محتمل ضد تشاد. أي أن الإمارات لا تظهر أي مؤشر حول جديتها إزاء التفاهم مع الجيش، وإنما تتجهز لمواصلة الحرب، وربما تصعيدها.