قطر ستواصل الموازنة بين حضورها الإقليمي والدولي وتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة

الساعة : 17:44
13 يونيو 2025
قطر ستواصل الموازنة بين حضورها الإقليمي والدولي وتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة

المصدر: فيتش سوليوشنز

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

تلخيص:

·      ستبقى البيئة السياسية في قطر مستقرة خلال العام المقبل؛ حيث تواجه البلاد مخاطر اجتماعية وأمنية محدودة للغاية، بفضل ارتفاع مستويات المعيشة وتجانس سكانها والدعم القوي لعائلة "آل ثان" الحاكمة.

·      سيؤدي انهيار المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية إلى توترات بين الولايات المتحدة وإيران، ما سيشكل مخاطر أمنية على قطر، نظرًا لقربها من إيران واستضافتها قاعدة العديد الجوية الأمريكية. وفي حال قيام الولايات المتحدة و"إسرائيل" بأي عمل عسكري، فقد ترد إيران باستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة وتعطيل الملاحة عبر مضيق هرمز، ما سيؤثر على صادرات قطر من الهيدروكربونات.

·      ستعزز الاتفاقيات الأخيرة بين واشنطن والدوحة علاقاتهما، ما سيدعم مكانة قطر الدبلوماسية ويحقق لها فوائد اقتصادية، مثل زيادة التجارة والاستثمار مع الولايات المتحدة.

بيئة سياسية وأمنية مستقرة

ستظل البيئة السياسية في قطر مستقرة، ويرجع ذلك إلى الحوكمة القوية للدولة وضعف المخاطر المجتمعية والأمنية؛ فعلى الصعيد المحلي، تدعم السلطة المركزية لعائلة "آل ثان" الحاكمة حوكمة قوية، بينما يعزز ارتفاع مستويات المعيشة وتجانس السكان شعبية النظام الملكي، ويقلل من المخاطر المجتمعية. ولا تزال المخاطر الأمنية منخفضة، بفضل دور قطر المتنامي كوسيط عالمي ونجاحها في تحسين علاقاتها مع جيرانها في مجلس التعاون الخليجي. فقد حصلت قطر على 26.9 من 100 في مؤشر المخاطر السياسية لدى "فيتش سوليوشنز"، (درجة 0.0 تشير إلى أقل مخاطر) ما يشير إلى انخفاض المخاطر السياسية التي تعتبر الأدنى بين نظيراتها في مجلس التعاون الخليجي.

خطر انهيار المفاوضات الأمريكية الإيرانية على قطر

ترتبط المخاطر الأمنية الرئيسية في قطر في المقام الأول بالتوترات بين الولايات المتحدة وإيران؛ فمن ناحية تتمتع قطر بعلاقات مع إيران أوثق من نظيراتها في مجلس التعاون الخليجي، بسبب حقل النفط والغاز الشمالي المشترك بينهما. ومن ناحية أخرى، فإن قرب قطر من المياه الجنوبية الإيرانية، إلى جانب استضافتها لقاعدة العديد الجوية الأمريكية، يجعلها عرضة لهذه التوترات. وبالتالي، فإن انهيار المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران سيزيد بشكل كبير من خطر العمل العسكري الأمريكي "الإسرائيلي" ضد إيران، ما قد يدفع إيران بعد ذلك لاستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة، وربما محاولة تعطيل الملاحة في مضيق هرمز. وهذا من شأنه أن يقوض بشدة قدرات قطر التصديرية؛ حيث تعتمد كليًا على مضيق هرمز لصادرات الهيدروكربون.

كما إن سلسلة الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية والدفاعية (بقيمة أكثر من تريليون دولار)، التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الدوحة في أيار/ مايو الماضي، تتوافق مع وجهة النظر التي ترى أن المصالح الاستراتيجية المشتركة في استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي، والتوافق في المسائل الأمنية، ستساهم في علاقة أقوى بين الولايات المتحدة وقطر على مدى السنوات الأربع المقبلة. فمن جهتها، ستهدف قطر تعزيز علاقاتها مع إدارة "ترامب" من خلال مزيج من الدبلوماسية والاستثمارات الاقتصادية والشراكات الإقليمية الرئيسية، فيما يؤكد إدراج "ترامب" لقطر على أجندة أول زيارة خارجية له على أهميتها المتزايدة في سياسته الخارجية خلال ولايته الثانية. ومن شأن تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة أن تعزز مكانة قطر الدبلوماسية، وأن تحقق لها فوائد اقتصادية، ليس أقلها زيادة التجارة والاستثمار مع الولايات المتحدة.

معضلة علاقات قطر مع جماعات الإسلام السياسي

بالمقابل، غالبًا ما تواجه قطر ردود فعل بشأن علاقاتها المزعومة مع الجماعات ذات الميول الإسلامية، بما فيها ردود فعل "ترامب" نفسه خلال ولايته الأولى. ومن المرجح أن تستغل إدارة "ترامب" هذه العلاقات لتعزيز المصالح الأمريكية في الصراعات الإقليمية، خصوصًا من خلال إنهاء الحرب في غزة، الأمر الذي سيكون بمثابة فوز سياسي كبير للإدارة الأمريكية. بدورها، ستواصل قطر أيضًا تهدئة مخاوف الولايات المتحدة، كما اتضح ذلك من خلال نقل أعضاء "حماس" من الدوحة، وتنسيقها مع الولايات المتحدة قبل التعامل مع الإدارة الجديدة ذات التوجه الإسلامي في سوريا.