زيارة "قالن" لمقديشو دليل على اهتمام تركيا بالصومال كبوابة لأفريقيا ونقطة ارتكاز بالمنطقة

الساعة : 15:30
3 مايو 2024
زيارة

الحدث:

قام رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم قالن، بزيارة إلى مقديشو بداية أيار/ مايو الجاري، التقى خلالها الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، بحضور مدير جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي، عبد الله محمد علي. وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الصومالية، فقد جرى خلال اللقاء مناقشة تعزيز التعاون على الصعيد الأمني ​​والاستخباراتي، وجهود مكافحة حركة "الشباب"، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

الرأي:

يُعد هذا اللقاء الثاني من نوعه بين "قالن" والرئيس الصومالي خلال أقل من شهرين؛ حيث سبق أن التقيا بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش انعقاد منتدى أنطاليا الدبلوماسي في آذار/ مارس الماضي. وقبيل زيارة "قالن" بأيام، وصلت السفينة الحربية التركية "KINALIADA" ميناء مقديشو في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين، التي جرى توقيعها خلال العام الجاري والتي تسلّمت تركيا بموجبها مهامًا أمنية واسعة في المياه الإقليمية والاقتصادية الصومالية.

وبحسب ما يرى مركز "صدارة"، فإن ذلك يؤشر بصورة واضحة إلى أهمية الصومال ضمن الأجندة الأمنية التركية؛ حيث تمثل بوابة لتركيا تجاه شرق ووسط أفريقيا، ما يتيح لها نقطة ارتكاز استراتيجية عند باب المندب، وللتحرك بحرًا في المحيط الهندي الذي يقع ضمن بؤرة الاهتمام العالمي بمنطقة "الأندو باسيفيك". وتأتي الزيارة في ظل التوتر بين الصومال وأثيوبيا على خلفية مذكرة التفاهم بين "أرض الصومال" وأثيوبيا، بشأن حصول أديس أبابا على شريط من السواحل الصومالية لبناء قاعدة بحرية عسكرية، لكنها ترسل رسالة واضحة أن أنقرة التي تسعى للتوسط بين مقديشو وأديس أبابا لتجنّب تحول الخلاف بينهما إلى مواجهات مسلحة، ستظل ملتزمة أمنيًا تجاه الصومال.

من ناحية أخرى، فإن مكافحة تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في القارة الأفريقية تندرج ضمن الملفات التي ناقشها وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن، خلال اجتماعات الآلية الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة التي انعقدت في واشنطن خلال العام الجاري. وتأتي الصومال في مقدمة الدول التي تنشط بها أنقرة في ملف مكافحة الإرهاب؛ حيث تشرف على تدريب الجيش الصومالي؛ حيث تخرجت في آذار/ مارس الماضي دفعة تتكون من 500 عسكري من القوات الخاصة الصومالية، تلقت تدريبات في الأكاديمية التركية للتدريب العسكري "تركسوم"، وهي قوات تعول عليها الحكومة الصومالية في مواجهة "حركة الشباب".

بالمقابل، يتعرض التواجد التركي في الصومال لتحديات من أبرزها استهداف "حركة الشباب" للأنشطة التركية؛ ففي نيسان/ إبريل الماضي قتل شخصان، أحدهما تركي، جراء انفجار قنبلة استهدفت سيارة تقل عمال إغاثة إنسانية، وهو ما يهدد أنشطة المساعدات الإنسانية التركية، والتي تتعاضد مع التدريب العسكري، في تعزيز صورة تركيا وتعميق وجودها في الصومال.