تنسيق أمني مكثف بين إيران وروسيا لمواجهة تهديدات مشتركة

الساعة : 13:00
30 أبريل 2024
تنسيق أمني مكثف بين إيران وروسيا لمواجهة تهديدات مشتركة

الحدث:

اجتمع أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، مرتين خلال نيسان/ أبريل الجاري مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف؛ الأولى على هامش مشاركته في اجتماع أمناء مجالس الأمن القومي للدول الأعضاء في "منظمة شنغهاي" المنعقد في أستانا بكازاخستان، والثانية على هامش مشاركته في اجتماع أمناء مجالس الأمن القومي ووزراء دفاع الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" المنعقد في سان بطرسبرغ بروسيا. كما اجتمع وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا آشتياني، مع نظيره الروسي على هامش مشاركته في اجتماع سان بطرسبرغ.

الرأي:

تأتي هذه اللقاءات الأمنية والعسكرية الإيرانية الروسية المكثفة على خلفية العديد من الملفات المشتركة بين الجانبين، في مقدمتها مستجدات حرب أوكرانيا، والتصعيد بين "إسرائيل" وإيران، وحرب غزة، وهجمات تنظيم "داعش" داخل إيران وروسيا.

وفي هذا الإطار، يمكن القول إن العلاقات العسكرية بين البلدين تمتد للتعامل مع حرب روسيا في أوكرانيا والتصعيد في الشرق الأوسط على أنهما معركة واحدة في جبهتين، على الأقل من المنظور الأمريكي. فقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في نيسان/ إبريل نقل أسلحة وذخائر إيرانية إلى أوكرانيا، سبق للأمريكيين مصادرتها من أربعة سفن أرسلتها إيران إلى الحوثيين في اليمن. كما تتوالى العقوبات الأمريكية والغربية على شركات ومؤسسات إيرانية بحجة إمدادها لروسيا بطائرات مسيّرة، وبهدف تعطيل سلاسل توريد مكونات الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية عقب عملية "الوعد الصادق" ضد "إسرائيل"، وهو ما يدفع طهران وموسكو بالمقابل لمزيد من التنسيق والتعاون في الصناعات الدفاعية ومبيعات الأسلحة.

وفي تفاصيل هذا التنسيق، تحتاج طهران إلى أسلحة متطورة لمواجهة التهديدات "الإسرائيلية"، وفي مقدمتها طائرات "سوخوي 35" التي لم تتسلمها من موسكو بعد، وأنظمة دفاع جوي حديثة مثل "إس 400"؛ حيث تمكّنت الطائرات "الإسرائيلية" في هجومها مؤخرًا على إيران (دون أن تدخل المجال الجوي الإيراني) من إصابة بطارية دفاع جوي روسية الصنع من طراز "S-300"، تعمل ضمن نظام الدفاع الجوي الذي يحمي منشأة نطنز النووية بأصفهان، فيما لم تتمكن منظومات الدفاع الجوي الإيرانية من التصدي للهجوم.

على جانب آخر، فإن ملف تنظيم "داعش" يمثل أهمية في التعاون الأمني بين البلدين، خصوصًا بعد تفجيرات كرمان الدامية في كانون الثاني/ يناير الماضي، ثم الهجومين الذين نفذهما مواطنون طاجيك على مسرح في موسكو بعد شهرين وأسفرا عن سقوط مئات القتلى. وقد أفادت وكالة "رويترز" بأن طهران حذرت روسيا قبل هجوم موسكو من احتمال وقوع هجمات واسعة النطاق على أراضيها، وذلك بناءً على معلومات حصلت عليها أثناء استجواب المشتبه بهم في تفجيرات كرمان؛ حيث أفاد أحد الموقوفين بأن عددًا من أعضاء فرع "داعش خراسان" سافروا إلى روسيا لتنفيذ هجوم كبير، لكن السلطات الروسية لم تنجح في الاستفادة من التحذير وإحباط الهجوم. لذلك، فإن تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات بشكل أكثر فاعلية سيصبح أولوية على أجندة التعاون بين البلدين، اللذين يشعران بوحدة مصادر التهديد خلال السنوات الأخيرة.