تصعيد "إسرائيلي" ضد قطر ضمن حملة غربية لاستبعادها من ملف الوساطة لأسباب أمنية وسياسية

الساعة : 14:30
6 أبريل 2024
تصعيد

الحدث:

استنكر المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، تصريحات وزير الاقتصاد "الإسرائيلي"، نير بركات، ضد قطر قال فيها إن "لا يثق في قيام قطر بدور الوسيط" مع حركة "حماس"، واصفًا قطر بأنها "ذئب يرتدي ملابس حمل"، ومدعيًا أنها "تمول الإرهاب في جميع أنحاء العالم". وقال "الأنصاري" إن بركات "يهاجم الوسطاء بدلًا من دعم جهود التوصل إلى اتفاق" حول الحرب على قطاع غزة. كما وصف المتحدث القطري الوزير "الإسرائيلي"، وهو عضو في حزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه "نتنياهو"، بأنه "سياسي آخر بإسرائيل يسعى للظهور عبر مهاجمة قطر لتعزيز مستقبله السياسي"، واعتبر أن "نشر الأكاذيب بشأن قطر التي ساعدت في إطلاق الرهائن علامة على تهور سياسي وأنانية".

الرأي:

تتزامن هذه التصريحات مع تصاعد حملات إعلامية تستهدف قطر في الغرب، وتسعى لربطها بدعم "الإرهاب" وتمويل أنشطة "حماس" وقيادتها لسنوات. ورغم أن هذه الحملات تستهدف جزئيًا الضغط على قطر حتى تضغط بدورها على قادة "حماس" لتقديم تنازلات في المفاوضات، فإنها أيضًا لا تنفصل عن مجمل الأهداف الأمنية للاحتلال؛ الذي لم يتراجع عن أهدافه الخاصة باغتيال قادة "حماس" في الخارج بمن فيهم قادة المكتب السياسي في قطر. ولا شك أن هذه الخطوة ستظل معقدة طالمًا بقي قادة "حماس" في الدوحة، ومن ثم يسعى الاحتلال للضغط على قطر كي تضطر لاحقًا للحد من تواجد بعضهم على الأقل في الدوحة، وهو الأمر الذي يقلل من تكلفة استهدافهم في أي مكان آخر.

في الوقت نفسه، فإن الأنشطة الموجهة التي تستهدف الضغط على قطر في الغرب من المرجح أن تكون وراءها أطراف إقليمية أيضًا، تسعى لإقصاء الدوحة عن دور الوسيط الرئيسي بين "حماس" والاحتلال، نظرًا لأن هذه الوساطة تزيد من النفوذ السياسي لقطر، وقد أظهرت بعض هذه الأطراف صراحةً رغبتها في لعب دور أكبر في ملف الوساطة. وتراهن هذه الجهات على أن الضغوط على الدوحة، خاصةً مع احتمال أن يكون لها تداعيات على مصالح قطر الاقتصادية واستثماراتها في دول أوروبية، ستدفعها للتخلي عن دورها في الملف الفلسطيني لنفي تهمة دعم "حماس".

بالمقابل، تراهن الدوحة على أن شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة تضمن لها إحباط آثار تلك المزاعم، كما إن حاجة واشنطن لإطلاق سراح الأسرى تجعل من غير المتوقع أن تتبنى الولايات المتحدة المساعي التي تستهدف تقييد الوساطة القطرية، أو استبدالها بوسطاء إقليميين آخرين لن يستطيعوا على الأغلب القيام بالدور الذي تقوم به الدوحة في هذا الملف.