الانتخابات التركية القادمة ستتأثر بشكل كبير بمدى نجاح الحكومة في ترميم آثار الزلزال

الانتخابات التركية القادمة ستتأثر بشكل كبير بمدى نجاح الحكومة في ترميم آثار الزلزال
الساعة : 15:15
20 فبراير 2023

تعتبر الولايات التركية العشر التي ضربها الزلزال الأخير موطنًا لحوالي 13.5 مليون نسمة، أي ما يقرب من سدس سكان تركيا، وتمثل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي. ورغم أنه من السابق لأوانه تقييم مدى الضرر الذي أصابها، إلا أنه يبدو أن الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بالطرق والمباني والبنى التحتية ستكون ضخمة. من جهته، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حالة الطوارئ التي ستمكّنه من إصدار مراسيم بقوانين، بشرط تقديمها إلى البرلمان للمصادقة عليها، ورغم وجود أسباب عملية جوهرية تبرّر إعلان حالة الطوارئ، إلا أن أحزاب المعارضة الرئيسية تتخوف من أن يستخدمها الرئيس لعرقلة جهود الإغاثة من قبل البلديات والمنظمات القريبة من المعارضة، أو لإسكات الانتقادات الموجهة لإدارة الحكومة للكارثة. من جهته، وضع "أردوغان" نفسه بقوة على رأس جهود الإغاثة، وقد يأمل في أن تدفع الأزمة مؤيديه والناخبين "العائمين" (غير المسيّسين) إلى الالتفاف حوله قبل الانتخابات.

بالمقابل، فإن الجودة المنخفضة للعديد من المباني، إضافةً إلى الفساد الذي دفع بعض المقاولين لتجاهل اللوائح المصَمّمة لزيادة مقاومة الزلازل على مدى العقدين الماضيين عندما كان "أردوغان" في السلطة، كل هذا قد يضر بمحاولة إعادة انتخابه. وقد حذر خبراء من هذه المشكلة منذ سنوات، لذلك قد يكون هناك بعض الإضرار بسمعة الرئيس، وإذا لم تتصدر جهود الإنقاذ وإعادة الإعمار فإن فرصه في الفوز بالانتخابات ستنخفض بشكل كبير.

من جهة أخرى، فإن الناخبين، خصوصًا في المناطق المتضررة، سيذهبون إلى صناديق الاقتراع في مزاج كئيب؛ فقد كانت هناك بالفعل انتقادات كثيرة لحالة استعداد تركيا للزلزال وقلة جهود الإنقاذ والإغاثة في أعقابه مباشرة، ومع ذلك فقد بدأت تحقيقات مع اثنين من الصحفيين لانتقادهما استجابة الدولة للزلزال. وإذا كان "أردوغان" يخشى الهزيمة في الانتخابات، فمن المحتمل أن يمدّد حالة الطوارئ وأن يستخدمها لتأجيل الانتخابات، أما إذا تم بالفعل رفع حالة الطوارئ بعد ثلاثة أشهر، فسوف تنتهي قبل فترة وجيزة من الانتخابات.

في النهاية، من المتوقع أن يستفيد "حزب العدالة والتنمية" الحاكم ورئيسه "أردوغان" من تجمع الأتراك حول علم بلادهم، خاصةً وأن "أردوغان" يسيطر على وسائل الإعلام. ورغم أن تغطية تعامل الحكومة مع الكارثة من المرجّح أن تكون إيجابية، إلا أن حالة عدم اليقين ازدادت وقد يتحول الرأي العام ضد "أردوغان" إذا لم تكن الاستجابة للزلزال سريعة.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت