من المرجح أن تقود جهود باكستان المستمرة لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة إلى علاقة أكثر واقعية بعد سنوات من انعدام الثقة، في حين سيتركز التعاون بشكل أساس على القضايا الأمنية، دون تدخل اقتصادي أمريكي كبير في البلاد. وفي حين يشير التواصل الأخير بين البلدين إلى أنهما يحاولان تحسين علاقاتهما الدبلوماسية المتوترة، فقد ظلّت المؤسسات الأمنية في الجانبين على تواصل وثيق رغم الخلافات السياسية الأخيرة. وتسعى باكستان لتوسيع هذه العلاقة، التي تركّز لحد كبير على الأمن، لتشمل مجالات أخرى مثل التجارة والبنية التحتية، مدفوعةً في ذلك بمجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية. ويتمثل أول هذه العوامل في أن الجيش الباكستاني يتمتع بنفوذ كبير في مجال الأمن والسياسة الخارجية للبلاد، ويعمل مع حكومة "شهباز شريف" على إصلاح العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.
بالمقابل، ورغم جهود باكستان لتوسيع تلك العلاقة، ستظل الولايات المتحدة مهتمة في المقام الأول بالتعاون الأمني؛ وستتجنب على الأغلب إعادة تثبيت وجودها العسكري المباشر في المنطقة بعد الانسحاب من أفغانستان، وستعمل على إعادة تنظيم أهداف سياستها الخارجية لمواجهة النفوذ الصيني. لكن من المحتمل أن تفضل واشنطن الاحتفاظ بدرجة معينة من القدرات العملياتية لرصد التهديدات الإرهابية والتصدي لها.
ستراتفور