حكومة نتنياهو المزمع تشكيلها قد تضرّ بالعلاقات التجارية والأمنية والسياسية مع الدول الإقليمية

حكومة نتنياهو المزمع تشكيلها قد تضرّ بالعلاقات التجارية والأمنية والسياسية مع الدول الإقليمية
الساعة : 12:30
22 نوفمبر 2022

يمثل فوز الكتلة التي يقودها "نتنياهو" في الانتخابات "الإسرائيلية" في أعقاب انهيار حكومة التغيير المنافسة المكونة من ثمانية أحزاب، تطورًا سياسيًا بارزًا على عدة مستويات؛ فمن خلال حملة سيطرت عليها كليًا قضايا شخصية وركزت على شخصه ومدى ملاءمته لشغل منصب رئيس الوزراء مرة أخرى، حقق "نتنياهو" انتصارًا تكتيكيًا ربما يكون الأعظم في حياته المهنية الطويلة.

ومن المتوقع أن تمر عملية تشكيل الحكومة بسرعة وسلاسة نسبيًا، مقارنةً بالانتخابات الأخيرة التي طال أمدها أو انتقلت من كتلة إلى أخرى أو أدت إلى الفشل وإجراء انتخابات جديدة، وبدلًا من ذلك ستكون التحديات أمامها على المدى الطويل. فرغم مهاراته السياسية، قد يكافح "نتنياهو" للرد بشكل فعال ضد المبادرات المتطرفة؛ على سبيل المثال فيما يتعلق بفلسطين وحتى بعرب "إسرائيل"، التي يمكن أن تسبب صعوبات مع أقرب حلفائها في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أو مع السكان اليهود في الشتات.

ورغم أن "نتنياهو" كان رئيسًا للوزراء عندما تم توقيع "اتفاقيات أبراهام"، وأنه قاد الجهود لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول العربية، إلا أن التطرف غير المنضبط داخل تحالفه يمكن أن يضر أيضًا بالعلاقات التجارية والأمنية المزدهرة حاليًا مع تلك الدول العربية، بما فيها المغرب والبحرين والإمارات، كما إن طبيعة الحكومة الجديدة قد تؤدي أيضًا إلى إبطاء التقارب مع السعودية.

من جهة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الجيدة مع دول مثل مصر والأردن، والتي عمل "نتنياهو" والحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها مؤخرًا على تحسينها، كما يمكن أن يقوض جهود تركيا الأخيرة لاستعادة العلاقات الثنائية المتصدعة مع "إسرائيل". أما بالنسبة لإيران التي تعتبرها "إسرائيل" التهديد الوجودي الرئيسي لها، فمن المرجّح أن يكون موقف "نتنياهو" الصريح بشأن احتواء إيران أقل ضررًا دبلوماسيًا، في سياق فشل المحاولات الأمريكية والأوروبية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت