تشير معطيات عدة إلى أن روسيا بدأت تلجأ خلال حربها في أوكرانيا لاستخدام تلك التكتيكات العسكرية التي تعلمتها ومارستها في سوريا، مثل استهداف المدنيين وربما استخدام الأسلحة المحظورة. ولكن دون انقطاع الدعم الغربي لكييف، لن تُحدث هذه التكتيكات فرقًا استراتيجيًا في الحرب، ما سيحفز الجيش الروسي على زيادة وتيرة الهجمات على البنى التحتية المدنية وعلى المدنيين الأوكرانيين. وقد أدى تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين، الذي كانت آخر تجربة عسكرية له في سوريا خلال سلسلة من المناورات من عام 2017 إلى عام 2020، إلى تكهنات واسعة النطاق بأنه، وفي ظل استنزاف القوة البرية الروسية ونجاح الهجمات الأوكرانية المضادة، سيتجه إلى التكتيكات العسكرية المستخدمة في سوريا، مثل الهجمات واسعة النطاق على المدنيين لتهجير السكان، واحتمال استخدام الأسلحة المحظورة مثل الهجمات الكيماوية.
ومع تفوق القوات الأوكرانية في استعادة أراضيها، قد تتجه موسكو إلى التركيز بشكل أكبر على المدنيين بالقرب من خطوط المواجهة، في محاولة لزيادة عبء اللاجئين على كييف وأوروبا، وتدمير البنى التحتية التي قد يستخدمها الجيش الأوكراني، وإحباط معنويات القوات الأوكرانية التي ستجد المدن والمنازل حال استعادتها في حالة خراب. كما إن روسيا قد تستخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة في هذه الاستراتيجية، خصوصًا الأسلحة الكيميائية التي يصعب تعقبها مثل غاز الخردل أو الكلور، لكن هذا من المحتمل أن يقابل بدعم متزايد لأوكرانيا من قبل "الناتو" ودول أخرى، إلى جانب فرض مزيد من العقوبات الغربية ضد الاقتصاد الروسي.
ستراتفور