إسرائيل ستحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا للتركيز على مواجهة التهديد الإيراني في سوريا

إسرائيل ستحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا للتركيز على مواجهة التهديد الإيراني في سوريا
الساعة : 14:45
7 نوفمبر 2022

في الـ19 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، رفض وزير الدفاع "الإسرائيلي"، بيني غانتس، طلبًا أوكرانيًا بشراء أنظمة دفاع جوي من "إسرائيل" لكنه عرض المساعدة في بناء نظام إنذار مبكر مدني، فقد حذرت روسيا "إسرائيل" أن مبيعات الأسلحة إلى أوكرانيا "ستدمر العلاقات بين الدول". بناءً على ذلك، ستظل "إسرائيل" حذرة بشأن دعم أوكرانيا، ويرجع ذلك أساسًا إلى اعتمادها على موافقة روسيا للعمل في سوريا، بناءً على الاتفاق العملياتي بينهما، وهو أمر بالغ الأهمية لقدرة "إسرائيل" على استهداف القوات المدعومة من إيران هناك، والتي تعتبر التهديد الرئيسي لأمن "إسرائيل"؛ فحماية حريتها العملياتية في سوريا هي الاعتبار الرئيسي لها.

في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن روسيا تدير نظام دفاع جوي في سوريا يمكن استخدامه ضد الطائرات "الإسرائيلية" إذا تم إلغاء تلك الاتفاقية. علاوةً على ذلك، وبينما كانت كل من روسيا وإيران تتنافسان في السابق على السيطرة على نظام "بشار الأسد"، تشعر "إسرائيل" بالقلق من أن روسيا قد تكثّف تعاونها العسكري مع إيران، بما في ذلك بيعها نظام دفاع جوي متقدم من طراز "S-400"، وهو ما قد يحدّ من حرية "إسرائيل" في العمل. يضاف إلى ذلك ما يثار أن روسيا تعمل على تقليص وجودها في سوريا، فقد سحبت بطارية "S-300" لاستخدامها في حرب أوكرانيا.

ورغم أن تقليص الوجود الروسي في سوريا قد يخفف من مخاوف "إسرائيل" بشأن إغضاب روسيا من خلال مساعدة أوكرانيا، إلا أنه يزيد من المخاطر الإيرانية ضد "إسرائيل" على الجبهة السورية؛ حيث توجد دلائل على تنامي التعاون الروسي الإيراني في أوكرانيا، إذ وردت تقارير عن استخدام روسيا للطائرات المسيرة الإيرانية وإرسال مستشارين إيرانيين إلى أوكرانيا.

وعليه، يظلّ الاعتبار الأساسي لدى "إسرائيل" هو التهديد الأمني في سوريا من قبل إيران، والذي من غير المرجح أن يغير سياستها في مبيعات الأسلحة. مع ذلك، ونظرًا للتعاطف المتزايد مع أوكرانيا والقلق بشأن استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية في الصراع هناك، فقد تزود "إسرائيل"، بهدوء وبشكل غير مباشر، أوكرانيا بمساعدة عسكرية محدودة إضافةً إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت