تعتزم "إسرائيل" الاستمرار في الضغط لتعزيز التعاون العسكري الإقليمي كحصن منيع ضد التهديد النووي الإيراني؛ ففي ضوء مقاومة دول الخليج للانضمام إلى تحالف عسكري مناهض لإيران، يبدو أن المكان البديل الوحيد لبناء الجسور في هذا الإطار هو القيادة المركزية الأمريكية، التي منحت "إسرائيل" للمرة الأولى مقعدًا على الطاولة نفسها مع ضباط من الجيوش الإقليمية، إلى جانب نظرائهم الأمريكيين. ومن خلال القيادة المركزية الأمريكية كذلك، تستطيع "إسرائيل" المشاركة في الاجتماعات والتدريبات الإقليمية دون تعريض حكومات دول الخليج، خصوصًا تلك التي لم تطبع العلاقات معها، لانتقادات داخلية، كما تستطيع في الوقت ذاته تعزيز حوارها الأمني مع الولايات المتحدة، إضافةً إلى أنه سيسمح لـ"إسرائيل" بإجراء اتصالات جديدة لتطوير العلاقات العسكرية الثنائية مع دول الخليج.
ورغم ذلك، لا يوجد أي احتمال أن يؤدي هذا إلى ظهور "ناتو" في الشرق الأوسط، لأن هذا الأمر لا تريده دول الخليج؛ حيث لا تكتفي بالابتعاد عن الانضمام إلى تحالف عسكري يستهدف إيران فحسب، بل تواصل أيضًا اتباع الدبلوماسية مع طهران، وقد أوضح مسؤولون كبار في كل من الرياض وأبو ظبي والدوحة أنهم سيفعلون ذلك بغض النظر عن مصير المحادثات النووية الإيرانية.
وبعد أن عانت دول الخليج من حملة الضغوط وتداعياتها، فإنهم يستعدون فعليًا الآن لاحتمال تصاعد التوترات الإقليمية بسبب انهيار المحادثات النووية، أو بسبب تغيير القيادة الأمريكية في انتخابات 2024 أو لأي أسباب أخرى. وفي حالة ظهور مثل هذا السيناريو، فهم يعتقدون أنهم سيكونون في وضع أفضل إذا ركزوا الآن على الحفاظ، وربما حتى توسيع، قنوات الاتصال مع إيران، بدلًا من الانضمام إلى "إسرائيل" في إطار أمني تصادمي قد يعود عليهم بنتائج عكسية.
كرايسيس جروب