ذكرت وسائل الإعلام التركية في الـ16 من أيلول/ سبتمبر الماضي، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبلغ أعضاء حزبه أنه يشعر بخيبة أمل لأنه لم تتح له فرصة لقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة. ويعتبر هذا التعليق تحوّلًا مفاجئًا في خطاب "أردوغان"، والذي جاء في أعقاب تقارير تفيد بأن رئيس المخابرات التركية اجتمع مع نظيره السوري منتصف الشهر الماضي.
وتشير هذه الأحداث إلى تحوّل استراتيجية أنقرة من القبول السري بـ"الأسد" إلى التعاون العلني وحتى الاعتراف بشرعيته، رغم أن عودة العلاقة بين الجانبين إلى مستوى ما قبل الحرب أمر غير مرجّح. وإذا بدأت تركيا تعاونًا علنيًا مع سوريا، فيمكن إذا ما تراجعت تركيا عن دعم المعارضة المسلحة في محافظة إدلب، أن تكون دمشق مستعدة للعمل على عرقلة أنشطة "وحدات حماية الشعب الكردية" و"حزب العمال الكردستاني" في مناطق شمال وشمال شرق البلاد.
رغم ذلك، ستتردد تركيا في التخلي تمامًا عن إدلب؛ حيث يوجد بالمحافظة أكثر من مليون لاجئ لا ترغب أنقرة أن يعبروا الحدود إلى الأراضي التركية. بالمقابل، ستواصل سوريا أيضًا الضغط على تركيا لإخلاء مناطق أخرى من أراضيها بشكل كامل، لكن أنقرة لن تكون على استعداد للقيام بذلك دون ضمان أمني يمنع الهجمات الكردية على أراضيها، ودون ترتيب يسمح لها بإعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى بلادهم. لكن حتى لو توصلت كل من تركيا وسوريا إلى اتفاق، فمن غير المرجح أن يعود اللاجئون السوريون إلى الأراضي التي يسيطر عليها "الأسد"، بسبب خوفهم من انتقام نظامه، ما يعني أن تركيا ربما ستحتاج إلى الاحتفاظ بنوع من النفوذ في سوريا.
ومع ذلك، فإن تقوية العلاقات التركية السورية تخاطر بالتسبب في رد فعل عنيف مناهض لتركيا بين المعارضة السورية، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى تصعيد الهجمات ضد الأهداف التركية في سوريا وداخل تركيا نفسها.
ستراتفور