أمريكا لن ترد بشكل عنيف على هجمات الميليشيات الشيعية على قواتها في العراق بانتظار نتائج المفاوضات النووية

أمريكا لن ترد بشكل عنيف على هجمات الميليشيات الشيعية على قواتها في العراق بانتظار نتائج المفاوضات النووية
الساعة : 22:45
2 سبتمبر 2021

لن تواجَه الزيادة الكبيرة في الهجمات التي تشنها الميليشيات العراقية المدعومة من إيران ضد القواعد الأمريكية خلال عام 2021، إلا برد أمريكي محدود حتى الآن. ومن المرجح أن يظل رد الولايات المتحدة محدودًا نظرًا لاعتبارات أوسع حول علاقاتها مع إيران، مثل محاولة استئناف المفاوضات النووية. ويقدّر موقع "جينس إنتيليجنس" أن التمرد الشيعي المفتوح في العراق أو قتل العديد من الجنود الأمريكيين، سيزيد من احتمال رد أمريكي أقوى على أعمال الميليشيات.

كما يرجّح "جينس إنتيليجنس" أن النمط الحذر الحالي للرد الأمريكي سيستمر، في ضوء التزام إدارة "بايدن" بالمفاوضات النووية الجارية مع إيران، وبالتالي حرصها على تجنب التصعيد المحتمل معها، أما إذا تعثرت المفاوضات أو فشلت، فيمكن أن يتبعها موقف أمريكي أكثر قوة وتصميمًا. لذلك لا يُرجح أن يردع هذا الرد الأمريكي الحذر تلك الميليشيات، رغم أن رد الولايات المتحدة في حالة فقدان أرواح العديد من أفرادها قد يكون أكثر عدوانية.

ومع ذلك، يرجِّح "جينس" أنه حتى قتل الأفراد الأمريكيين لن يؤدي إلى تغيير شامل في سياسة الولايات المتحدة، من شأنه أن يقود لمواجهة مع الميليشيات، كاستهداف القادة وتدمير واسع النطاق لمنشآت الميليشيات وأفرادها، وبدلًا من ذلك، يُعتقد أن ينتج رد فعل "متناسب" ومحسوب لن يؤدي إلى أي تغيير في سلوك الميليشيات، خاصة أن إدارة "بايدن" ستحتاج إلى أخذ موقف الكونجرس في الحسبان حيال أي تحرك لتوسيع رد الولايات المتحدة بصورة كبيرة. وإن كان رفض الكونجرس لا ينهي قدرة إدارة "بايدن" على توجيه ضربات للميليشيات، إلا أنه يعكس شعورًا واسع النطاق بين المشرعين الديمقراطيين وبعض الجمهوريين يعارض أي انزلاق نحو التزام رئيسي متجدد في العراق، وحذرًا مجتمعيًا أوسع من استمرار ما يسمى "الحروب الأبدية".

ومن غير المتوقع أن يكون رد واشنطن الحالي كافيًا لبناء قوة ردع ضد هجمات الميليشيات الشيعية على أهداف أمريكية؛ حيث انعكست الاستجابة المحدودة في طبيعة ومواقع الأهداف. إن ثلاثة من كل أربعة أهداف ضربتها الولايات المتحدة خلال عام 2021 وقعت في سوريا، ما يؤكد أن العمليات داخل العراق تحمل كلفة سياسية لتقويض شرعية حلفاء الولايات المتحدة في بغداد.

ومثل هذه الاعتبارات لا تنطبق على سوريا، نظرًا لأن واشنطن معارضة لحكومة "الأسد"، ومع ذلك، فإذا خلصت الميليشيات وداعموها إلى أن الانتقام الأمريكي سيأتي بشكل رئيسي في سوريا، وبتكلفة منخفضة نسبيًا من حيث القوة البشرية والمعدات، فمن المرجح أن يكون التأثير الرادع منخفضًا.

دورية جينس إنتيليجنس