بعد السيطرة على كابل، سوف تنشأ رغبة لدى "طالبان" في الحصول على الشرعية الدولية، من خلال استعداد الحركة وقدرتها على تقييد المسلحين العابرين للحدود من استخدام أفغانستان كقاعدة للعمليات. ومع دخول "طالبان" في مفاوضات نهائية مع ممثلي الحكومة الأفغانية، انخرطت الحركة بالفعل في التواصل مع دول المنطقة، خصوصًا الصين وروسيا. وقد وضعت كل من بكين وموسكو بالفعل شروطًا محددة للغاية للاعتراف بالحركة؛ إذ يجب على "طالبان" إظهار استعدادها وقدرتها على الحد من الهجمات العابرة للحدود من أراضيها.
إن استعداد "طالبان" لاحتواء المسلحين سيعتمد على التوازن بين دافعَين متعارضَين؛ الحاجة إلى اكتساب الشرعية الدولية والحاجة إلى الحفاظ على ولاء الجماعات العابرة للحدود ذات التفكير المماثل. وقد تركز الحركة على أفغانستان، لكن يبقى لديها تعاطفًا واضحًا مع العديد من هذه الحركات المسلحة الأخرى.
كذلك، ستسعى "طالبان" إلى كسب الشرعية الدولية كي تفتح لنفسها مدخلًا إلى التجارة الدولية، فضلًا عن البنية التحتية والمساعدة الإنمائية. وهذه الشرعية التي حُرمت منها "طالبان" في التسعينيات من شأنها أيضًا أن تقلل الدعم الخارجي المحتمل للحركات المناهضة للحركة داخل أفغانستان.
من الواضح أن "طالبان" لديها مصلحة في اكتساب الشرعية الدولية أو الإقليمية على الأقل، لاستيلائها على أفغانستان. لكن مع وجود قيود متأصلة، سيكون من الصعب على الحركة السيطرة على الأنشطة المسلحة داخل حدود الدولة وخارجها، بغض النظر عن النوايا. وقد تكون الحركة على استعداد لاستخدام القوة أو طرد القادة أو الجماعات المزعجة من أفغانستان، لكن قدرتها العسكرية على القيام بذلك تظل موضع تساؤل.
ستراتفور