مرصد التنبؤات الغربية 22 نوفمبر 2022

الساعة : 12:26
22 نوفمبر 2022
مرصد التنبؤات الغربية 22 نوفمبر 2022
السطات الإيرانية ستواصل قمع المظاهرات بالقوة لكن دون تصعيد كبير يفقدها السيطرة على الأمور

من المتوقع أن تتراجع تدريجيًا وتيرة وحجم الاحتجاجات المستمرة في إيران التي أثارها مقتل الشابة "مهسا أميني"، نتيجة الاستخدام المتزايد للقوة من قبل السلطات الإيرانية، لكن طبيعة المظاهرات ستختلف مستقبلًا باختلاف المناطق، ما يعكس مظالم عرقية إضافية شمال غرب إيران، إذ من المرجّح ألا تقدم السلطات الإيرانية إصلاحات اجتماعية كافية لتهدئة موجة الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد.

ومن المرجح أيضًا أن تستمر أجهزة الدولة، خصوصًا الأمنية منها، في استخدام القوة ضد المظاهرات في طهران وغيرها من المدن للحفاظ على مواقعها في السلطة، ما سيكون له نتائج متباينة في أجزاء مختلفة من البلاد؛ ففي طهران والمدن الكبرى الأخرى شرق وجنوب البلاد يُتوقع أن تبدأ المظاهرات بعد فترة في التراجع تدريجيًا، تحت وطأة الضغط المتزايد من قبل الأجهزة الأمنية، خصوصًا الحرس الثوري. بالمقابل، يُرجّح أن تستمر الاحتجاجات بنفس الوتيرة في الشمال الغربي، وتحديدًا في المدن والبلدات ذات الكثافة السكانية الكردية.

وعلى المدى القصير، ستستمر الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، وستكون الأكبر والأكثر تكرارًا في المحافظات الشمالية الغربية؛ ويرجع ذلك إلى وجود المظالم الاجتماعية في هذه المناطق فيما يتعلق بارتداء الحجاب وحقوق المرأة بشكل عام، وهي القضية الأساسية التي ولّدت الاحتجاجات، إضافةً إلى ما يُنظر إليه تاريخيًا على أنه معاملة سيئة للأكراد كأقلية عرقية. وإضافة إلى حقوق المرأة، فإن أصول حركة الاحتجاج الحالية متجذرة في الخطاب القومي الكردي؛ فقد نزل العديد من الأكراد في البداية إلى الشوارع لاعتقادهم أن اعتقال وقتل "مهسا أميني" مرتبط بجذورها الكردية، حيث سرعان ما تبنت الاحتجاجات شعارات قومية كردية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاحتجاجات في محافظات غرب أذربيجان وكردستان وكرمانشاه وإيلام وطهران، والتي شهدت الأعداد الأكبر من المشاركين، تشكل مصدر قلق خاص للسلطات لأن هذه المناطق تمثل ما يقرب من 30% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد.

بناءً على تلك المعطيات، فإن السيناريو المتوقع والأكثر ترجيحًا هو أن تتمسك الحكومة بموقفها المتشدد، وأن تستمر قوات الأمن في تفريق المظاهرات بالقوة في جميع أنحاء البلاد، لكن دون تصعيد كبير. وإن كان من المرجح أن المظاهرات ستستمر لفترة ما، إلا أنها ستبدأ في النهاية في التقلص تدريجيًا، وذلك لتزايد تدخل الحرس الثوري في قمع المتظاهرين، كما دلّت على ذلك التصريحات الأخيرة لقائد الجهاز في الـ29 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي حذر فيها المتظاهرين من مغبة الاستمرار في المظاهرات.

إضافةً إلى ذلك، فإن استمرار قطع الإنترنت أثناء الاحتجاجات سيجعل من الصعب على المتظاهرين تنسيق تحركاتهم أو تبادل المعلومات المتعلقة بقضيتهم، بينما يُتوقع أن تستمر الحكومات الغربية في دعم حركة الاحتجاج خطابيًا. وعلى صعيد العقوبات، يُرجح أن تقتصر على استهداف أفراد من النظام الحاكم، لكن فرض تلك العقوبات سيستوجب ردًا من طهران، ما يرجح تراجع احتمالات عودة الاتفاق النووي خلال هذا العام.

فيتش سوليوشنز

إيران ستشهد خلال انتقال السلطة للمرشد الأعلى الجديد انقسامات وسط النخبة السياسية سيستغلها الحرس الثوري

تعتبر خلافة المرشد ذات أهمية قصوى لقيادة الدولة في إيران؛ وفي الوقت الراهن يعتبر المرشحان للخلافة بقوة هما الرئيس الحالي، إبراهيم رئيسي، ونجل المرشد الأعلى الحالي، مجتبى خامنئي، أما المتنافسان الرئيسيان الآخران فهما حفيد الأب المؤسس للثورة الإسلامية "الخميني"، حسن الخميني، ورئيس القضاة السابق، صادق لاريجاني. وستشهد إيران على الأرجح، حال انتقال السلطة إلى المرشد الأعلى الجديد، فترة من الهشاشة وعدم اليقين السياسي؛ إذ من المتوقع أن يتسبب تعيين "رئيسي" أو "مجتبى خامنئي" في انقسامات وسط النخبة واستياء واسع النطاق، كما يُرجح أن يستغل الحرس الثوري الخلافة للحصول على نفوذ أكبر، بغض النظر عمن سيتولى المنصب.

ومن بين المرشحين الأربعة المحتملين لا يفي بمعيار الخدمة السياسية سوى "رئيسي"، في حين يعتبر "لاريجاني" الوحيد الذي حصل على مكانة "آية الله"، بينما لم يصل أحد إلى "آية الله العظمى". وقد نصّب "رئيسي" نفسه على أنه "آية الله"، لكن "خامنئي" لم يمنحه ذلك عندما عيّنه رئيسًا عام 2021، فقد منحه بدلًا من ذلك إلى المكانة الأدنى "حجة الإسلام". ومما لا شك فيه أن كيفية إدارة الاحتجاجات ستؤثر على نتيجة الخلافة؛ فإذا لم يستطع "رئيسي" احتواءها أو تحسين الاقتصاد، فسيتهم بالضعف. بالمقابل، سيستفيد "مجتبى خامنئي" من علاقاته الوثيقة مع الحرس الثوري، الذي يمكن أن يستفيد من الاضطرابات لتعزيز موقفه السياسي.

أوكسفورد أناليتيكا

استخدام روسيا تكتيكات الحرب السورية في أوكرانيا لن يُحدث فرقًا استراتيجيًا طالما استمر الدعم الغربي لكييف

تشير معطيات عدة إلى أن روسيا بدأت تلجأ خلال حربها في أوكرانيا لاستخدام تلك التكتيكات العسكرية التي تعلمتها ومارستها في سوريا، مثل استهداف المدنيين وربما استخدام الأسلحة المحظورة. ولكن دون انقطاع الدعم الغربي لكييف، لن تُحدث هذه التكتيكات فرقًا استراتيجيًا في الحرب، ما سيحفز الجيش الروسي على زيادة وتيرة الهجمات على البنى التحتية المدنية وعلى المدنيين الأوكرانيين. وقد أدى تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين، الذي كانت آخر تجربة عسكرية له في سوريا خلال سلسلة من المناورات من عام 2017 إلى عام 2020، إلى تكهنات واسعة النطاق بأنه، وفي ظل استنزاف القوة البرية الروسية ونجاح الهجمات الأوكرانية المضادة، سيتجه إلى التكتيكات العسكرية المستخدمة في سوريا، مثل الهجمات واسعة النطاق على المدنيين لتهجير السكان، واحتمال استخدام الأسلحة المحظورة مثل الهجمات الكيماوية.

ومع تفوق القوات الأوكرانية في استعادة أراضيها، قد تتجه موسكو إلى التركيز بشكل أكبر على المدنيين بالقرب من خطوط المواجهة، في محاولة لزيادة عبء اللاجئين على كييف وأوروبا، وتدمير البنى التحتية التي قد يستخدمها الجيش الأوكراني، وإحباط معنويات القوات الأوكرانية التي ستجد المدن والمنازل حال استعادتها في حالة خراب. كما إن روسيا قد تستخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة في هذه الاستراتيجية، خصوصًا الأسلحة الكيميائية التي يصعب تعقبها مثل غاز الخردل أو الكلور، لكن هذا من المحتمل أن يقابل بدعم متزايد لأوكرانيا من قبل "الناتو" ودول أخرى، إلى جانب فرض مزيد من العقوبات الغربية ضد الاقتصاد الروسي.

ستراتفور

مونديال 2022 سيعطي دفعة قوية لاقتصاد قطر ويعزّز سياسة القوى الناعمة للدوحة إقليميًا ودوليًا

تستضيف قطر في الفترة من 20 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 18 كانون الأول/ ديسمبر كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تم إعداد المسرح الآن لما يعتبر أنه ليس فقط حدثًا تاريخيًا في المنطقة والذي سيكون بمثابة تمرين مكلف بالنسبة لقطر، لكنه سيوفر في النهاية دفعة للاقتصاد المحلي لسنوات قادمة، ويمكن أن يرفع مكانة الدولة كمركز أعمال دولي ومركز رياضي عالمي ووجهة سياحية على المدى الطويل.

ففي هذا الإطار، سيساعد الاستثمار الهائل في التحضير لكأس العالم على إرساء الأساس للتنويع الاقتصادي على المدى الطويل، ودعم الحكومة في جهودها لبناء شراكات دولية، وإبراز القوة الناعمة وتعزيز الشعور بالفخر الوطني. ومن المتوقع أن يسجل الحدث الأكثر مشاهدة في العالم أرقامًا قياسية جديدة؛ حيث سيتابعه قرابة خمسة مليارات شخص، ومن المتوقع أن يزور ما يقدر بنحو مليون ونصف مليون مشجع قطر لحضور هذا الحدث التاريخي، ما سيعطي دفعة قوية لقطاعي السياحة والأغذية والمشروبات.

من ناحية أخرى، ستعزّز البطولة الناجحة في قطر مكانة مجلس التعاون الخليجي كمحور رياضي عالمي، ومع ذلك فإن الجزء الأكبر من التكاليف الإجمالية الهائلة للمشروع في قطر لم يتم إنفاقه في كأس العالم نفسه، لكنه جزء أساسي من استراتيجية التنمية طويلة المدى. فمعظم الاستثمارات الرئيسة وُضعت في مشروعات البنى التحتية العامة، بما فيها نظام السكك الحديدية والمترو المتكامل وشبكات الطرق والمرافق وتوسيع المطارات والعقارات الجديدة. وسيوفر لقطر هذا قاعدة صلبة لمتابعة أهدافها طويلة الأجل تحت مظلة رؤيتها 2030، والتي تشمل تعزيز أعمال القطاع الخاص غير المولدة للطاقة، وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر، وإنشاء مراكز أعمال عالمية في مجالات التجارة والسفر والسياحة.

على الصعيد الدولي، وإلى جانب الاقتصاد، تشكّل استضافة كأس العالم جزءًا من استراتيجية القوة الناعمة الأوسع لقطر؛ فعلى مدى عقود اتخذت الدوحة سياسة خارجية تسعى لزيادة صلتها بالمجتمع الدولي، والتي ساعدتها على تجاوز ثقلها في الشؤون الدولية. وتعتبر بطولة كرة القدم دفعة أخرى في هذا الاتجاه، بهدف تعزيز مكانة قطر وسمعتها الدولية، والتي بدورها يمكن أن تساعد في تعزيز موقعها الاستراتيجي على الصعيد الإقليمي وفي توفير الدعم للنظام الحالي. ومن المأمول أن يتم تحقيق نتائج طويلة الأجل من الحدث نفسه من خلال تموضع القوة الناعمة، وتحسين التعاون الإقليمي، وتعزيز التماسك الوطني، وزيادة ثقة الجمهور في أمير البلاد، تميم بن حمد.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت

حكومة نتنياهو المزمع تشكيلها قد تضرّ بالعلاقات التجارية والأمنية والسياسية مع الدول الإقليمية

يمثل فوز الكتلة التي يقودها "نتنياهو" في الانتخابات "الإسرائيلية" في أعقاب انهيار حكومة التغيير المنافسة المكونة من ثمانية أحزاب، تطورًا سياسيًا بارزًا على عدة مستويات؛ فمن خلال حملة سيطرت عليها كليًا قضايا شخصية وركزت على شخصه ومدى ملاءمته لشغل منصب رئيس الوزراء مرة أخرى، حقق "نتنياهو" انتصارًا تكتيكيًا ربما يكون الأعظم في حياته المهنية الطويلة.

ومن المتوقع أن تمر عملية تشكيل الحكومة بسرعة وسلاسة نسبيًا، مقارنةً بالانتخابات الأخيرة التي طال أمدها أو انتقلت من كتلة إلى أخرى أو أدت إلى الفشل وإجراء انتخابات جديدة، وبدلًا من ذلك ستكون التحديات أمامها على المدى الطويل. فرغم مهاراته السياسية، قد يكافح "نتنياهو" للرد بشكل فعال ضد المبادرات المتطرفة؛ على سبيل المثال فيما يتعلق بفلسطين وحتى بعرب "إسرائيل"، التي يمكن أن تسبب صعوبات مع أقرب حلفائها في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أو مع السكان اليهود في الشتات.

ورغم أن "نتنياهو" كان رئيسًا للوزراء عندما تم توقيع "اتفاقيات أبراهام"، وأنه قاد الجهود لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول العربية، إلا أن التطرف غير المنضبط داخل تحالفه يمكن أن يضر أيضًا بالعلاقات التجارية والأمنية المزدهرة حاليًا مع تلك الدول العربية، بما فيها المغرب والبحرين والإمارات، كما إن طبيعة الحكومة الجديدة قد تؤدي أيضًا إلى إبطاء التقارب مع السعودية.

من جهة أخرى، قد يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الجيدة مع دول مثل مصر والأردن، والتي عمل "نتنياهو" والحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها مؤخرًا على تحسينها، كما يمكن أن يقوض جهود تركيا الأخيرة لاستعادة العلاقات الثنائية المتصدعة مع "إسرائيل". أما بالنسبة لإيران التي تعتبرها "إسرائيل" التهديد الوجودي الرئيسي لها، فمن المرجّح أن يكون موقف "نتنياهو" الصريح بشأن احتواء إيران أقل ضررًا دبلوماسيًا، في سياق فشل المحاولات الأمريكية والأوروبية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

إيكونوميك إنتيليجنس يونيت

العراق سيشهد تحسنًا في البيئة السياسية والأمنية بعد تشكيل الحكومة الجديدة

من المتوقع أن يشهد العراق تحسنًا طفيفًا في البيئة السياسية والأمنية على المدى القصير، بعد منح مجلس النواب الثقة للحكومة الجديدة برئاسة "محمد السوداني"، في واحدة من أسرع حالات منح الثقة لحكومة عراقية في السنوات الأخيرة، ما أدى لكسر الجمود السياسي المستمر منذ عام. ومن المحتمل أن تعكس هذه الأحداث السريعة تسوية سياسية بين أصحاب المصالح المحليين والدوليين، خوفًا من خروج الوضع الأمني ​​عن السيطرة. ويعزز وجهة النظر هذه هيكل الحكومة الجديدة الذي يعكس محاولة واضحة لتحقيق التوازن بين المصالح المتباينة والنفوذ بين القوى المحلية والأجنبية. ولا يُرجح أن يدفع افتقار "الصدر" إلى التمثيل في مجلس الوزراء لتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة، وتأجيج الاشتباكات العرقية بين الفصائل الشيعية، على غرار تلك التي شهدناها في آب/ أغسطس.

ويستند هذا الطرح إلى عاملين؛ أولهما وعد "السوداني" في خطابه الافتتاحي بإقرار قانون انتخابي جديد بحلول آذار/ مارس 2023، وإجراء الانتخابات في غضون عام واحد. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الوعد يصب بشكل باشر في مصلحة "الصدر"، وقد يثنيه عن حشد مليشياته على الأرض. أما العامل الثاني فهو توقعات إقرار الحكومة الجديدة موازنة جديدة، ستترتب عليها زيادة في الإنفاق يمكن للتيار الصدري الاستفادة منها، وهذا من شأنه أن يقلل دوافع "الصدر" للتصعيد. بشكل عام، يُعتقد أن أنصار التيار الصدري سيتبنون سياسة "ننتظر ونرى" تجاه الحكومة الجديدة، لمعرفة ما إذا كانت ستفي بوعودها أم لا، خصوصًا فيما يتعلق بالقانون الانتخابي الجديد.

فيتش سوليوشنز

السياسة الخارجية الأمريكية ستبقى على حالها دون تغييرات مؤثرة خلال العامين المقبلين

لم يتحقق ما كان متوقعًا أن يكون تصويتًا حاسمًا لسحب الثقة من الرئيس الأمريكي، جو بايدن؛ حيث كان من المتوقع بقوة أن يقدّم الجمهوريون أداءً أفضل، في حين كان من المفترض أن تؤدي العديد من القضايا التي تتصدر اهتمام الناخبين، بما فيها التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية، إلى حدوث تغير كبير لصالح الجمهوريين. ومع ذلك، سيكون لفترة ما بعد الانتخابات النصفية بعض التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية؛ لكن دون تغيير كبير. ففيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية سيستمر على الأرجح الدعم الاقتصادي والعسكري لأوكرانيا، رغم إمكانية أن تكون هناك بعض المحاولات من قبل الكونجرس للحد من نطاقه أو ربطه ببعض المفاوضات المستقبلية. كما ستظل العقوبات المفروضة على روسيا سارية، وكذلك الموقف المتشدد تجاه الصين والذي يعكس توافقًا سياسيًا قويًا.

أما بالنسبة لإيران، فلا تزال الخلافات مستمرة حول الملف النووي، ومع ذلك فإن الاحتجاجات المتصاعدة في إيران، إضافةً إلى الأدلة على الدعم العسكري الإيراني لروسيا، أنهت أي فرصة للولايات المتحدة للانضمام إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" لعام 2015.

لكن الخطر الرئيسي يتمثل في أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون قد يمنع تعيينات الموظفين، وقد يعقد جلسات استماع حول قضايا مثل الانسحاب من أفغانستان، ما قد يحرج إدارة "بايدن" ويشتت انتباهه. لكن أهم نتائج الانتخابات النصفية ربما تكون أنها أضعفت الرئيس السابق، دونالد ترامب، في حين برز حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي فاز بسهولة خلال إعادة انتخابه، كمنافس جاد لقيادة الحزب الجمهوري. وإن كان الديموقراطيون قد تجاوزوا التوقعات، إلا أنه لا تزال هناك أسئلة داخل الحزب حول إذا كان ينبغي على "بايدن" السعي لولاية ثانية عام 2024. باختصار، لقد تم تجنب حدوث زلزال سياسي، وستبقى السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الغالب على تضاريسها المألوفة خلال العامين المقبلين.

ذا كاونسل أوف فورين ريليشنز (سي إف آر)

رغم جهود باكستان لمحاولة توسيع علاقاتها مع أمريكا إلا أن التعاون سيظل منصبًا على الجوانب الأمنية

من المرجح أن تقود جهود باكستان المستمرة لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة إلى علاقة أكثر واقعية بعد سنوات من انعدام الثقة، في حين سيتركز التعاون بشكل أساس على القضايا الأمنية، دون تدخل اقتصادي أمريكي كبير في البلاد. وفي حين يشير التواصل الأخير بين البلدين إلى أنهما يحاولان تحسين علاقاتهما الدبلوماسية المتوترة، فقد ظلّت المؤسسات الأمنية في الجانبين على تواصل وثيق رغم الخلافات السياسية الأخيرة. وتسعى باكستان لتوسيع هذه العلاقة، التي تركّز لحد كبير على الأمن، لتشمل مجالات أخرى مثل التجارة والبنية التحتية، مدفوعةً في ذلك بمجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية. ويتمثل أول هذه العوامل في أن الجيش الباكستاني يتمتع بنفوذ كبير في مجال الأمن والسياسة الخارجية للبلاد، ويعمل مع حكومة "شهباز شريف" على إصلاح العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.

بالمقابل، ورغم جهود باكستان لتوسيع تلك العلاقة، ستظل الولايات المتحدة مهتمة في المقام الأول بالتعاون الأمني؛ وستتجنب على الأغلب إعادة تثبيت وجودها العسكري المباشر في المنطقة بعد الانسحاب من أفغانستان، وستعمل على إعادة تنظيم أهداف سياستها الخارجية لمواجهة النفوذ الصيني. لكن من المحتمل أن تفضل واشنطن الاحتفاظ بدرجة معينة من القدرات العملياتية لرصد التهديدات الإرهابية والتصدي لها.

ستراتفور